88
يسوع سيأتي ثانيةً!
 

رؤيا 19-22

أصدقائي المستمعين ..
نحييكم باسم الله ، رب السلام ، الذي يريد أن يفهم الجميع طريق البرِّ الذي أسَّسه ، وأن يخضعوا لهذا الطريق ، فيكون لهم سلامٌ حقيقيٌّ معه إلى الأبد. يسعدنا أن نكون معكم مرة ثانية اليوم ، لنقدِّم لكم حلقة أخرى من برنامجكم .. ‘‘طريق البر’’!

لقد وصلنا اليوم إلى حلقتنا الثامنة والثمانين من دراستنا التاريخية لكلمة الله. وكما رأينا سابقاً، فعلى مدى بضع مئات من السنين، ألهم روح الله أكثر من ثلاثين نبياً، ليكتبوا الجزء الأول من الكتاب المقدس، وهو ما يُسَمَّى بـ‘‘العهد القديم’’. وهو ما يحتوي على التوراة، والمزامير، وكتب الأنبياء. وفي هذا الجزء الأول، كان جميع الأنبياء يعلنون رسالة واحدة، ألا وهي أن الله قدوس وبار، وبالتالي لا بد له أن يدين كلَّ خطية.
إلا أن الله أيضاً كلُّه رحمة، ولا يريد أن يهلك نسل آدم في خطيتهم. ومن ثمَّ، رأينا كيف وعد الله، على لسان أنبيائه، أنه سيرسل فادياً، هو المسيَّا القدوس، مولوداً من عذراء، وسيحيا حياة مقدسة، ثم يسفك دمه على صليب ليدفع ثمن خطية نسل آدم. نعم، لقد كتب جميع أنبياء العهد القديم عن هذا المسيَّا الذي كان عتيداً أن يأتي.

وفي الجزء الثاني من الكتاب المقدس، الذي هو ‘‘العهد الجديد’’ أو كتاب الإنجيل، رأينا إنه عندما حان الوقت الذي عيَّنه الله في ترتيبه، أرسل المسيَّا المخلِّص إلى العالم، تماماً كما وعد على لسان أنبيائه. وكان المسيَّا هو يسوع الناصري، الشخص الوحيد الذي عاش القداسة الكاملة. لقد كان يسوع مملوءاً بقوة الله، لأنه كان كلمة الله ذاته، في جسد إنسان. وهو الذي أعلن الله عنه قائلاً:
‘‘هذا هو ابني الحبيب، الذي به سررت!’’ (متى 17:3)
إلا أن البشر قتلوا قدوس الله، بتسميره على صليب. ولكن الله أقامه من الأموات في اليوم الثالث. وبعد ما رأى شهود عديدون يسوع بعد قيامته، رفعه الله إلى أعلى مكانة في السماء.
.. ولكن القصة لا تنتهي هنا ..!

إن القصة العجيبة لطريق الله البار للخلاص، لها بداية ونهاية، مقدِّمة وخاتمة. فهذا العالم الشرير لم يرَ بعد نهاية قصة يسوع المسيَّا! إذ تخبرنا كلمة الله أن الرب يسوع سيعود ثانية؛ ليطرح الشيطان وملائكته الاشرار في بحيرة النار، وليدين نسل آدم في يوم الدينونة، وليخلق من جديد هذا العالم القديم. أصدقائي، .. درسنا اليوم عنوانه: ‘‘يسوع سيأتي ثانيةً!’’

وسنقرأ اليوم من الجزء الأخير من العهد الجديد، الذي يُسَمَّى ‘‘الرؤيا’’. وسفر الرؤيا هو كتاب قوي وعميق؛ لأنه يكشف عن الأحداث التي ستحدث في نهاية الزمان، عندما يقترب هذا العالم الحاضر من نهايته. ويحتوي سفر الرؤيا على اثنين وعشرين أصحاحاً (أو فصلاً)، جميعها يخبِّر عن الإنتصارالمجيد لكل من يؤمن. ولكن بالنسبة لغير المؤمنين، فإن هذا السفر لا يخبر إلا برعب عظيم؛ لانه يعلن أن من يرفض يسوع المسيح كمخلِّص له، سيكون يسوع ديَّاناً له في النهاية. فإن لم تقبل ‘‘حمل الله’’، فسوف تواجه ‘‘أسد الله’’؛ لأن الرب يسوع الذي مات كحمل الذبيحة الذي يكفِّر عن الخطية، سيأتي ثانية ولكن كأسد جبَّار ليدين. هذا ما يتكلم عنه الكتاب عندما يقول:
‘‘سيُستَعلن الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب، معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح!’’ (2تسالونيكي 7:1، 8)

والآن، دعونا نسمع معاً تلك المقتطفات من سفر الرؤيا.
فبعد ما عاد الرب يسوع إلى السماء، أرسل ملاكه للرسول يوحنا، ليكشف له عن الأحداث التي ستحدث عند نهاية العالم. وفي الأصحاح الأول، يكتب يوحنا قائلاً:
‘‘إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله ليرى عبيده ما لا بد أن يكون عن قريب، وبيَّنه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا، الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه. طوبى للذي يقرأ، وللذين يسمعون أقوال النبوَّة ، ويحفظون ما هو مكتوب فيها، لأن الوقت قريب.
‘‘أنا يوحنا، أكتب لكم .. نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي، ومن السبعة الأرواح التي أمام عرشه .. الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين.
‘‘هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض. نعم آمين. "أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية"، يقول الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء.’’ (رؤيا 1:1-8)

وفي الأصحاح التاسع عشر، يكتب يوحنا قائلاً:
‘‘وبعد هذا، سمعت صوتاً عظيماً من جمعٍ كثيرٍ في السماء، قائلاً: هللويا. الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا؛ لأن أحكامه حق وعادلة .. وسمعتُ كصوت جمعٍ كثير، وكصوت مياهٍ كثيرة، وكصوت رعودٍ شديدة قائلة: "هللويا. فإنه قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء. قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين!"
(رؤ 1:19 ،2 ،6 ؛ 15:11)
‘‘ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يُدعَى أميناً وصادقاً، وبالعدل يحكم ويحارب، وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهو متسربل بثوبٍ مغموسٍ بدم، ويُدعَى اسمه كلمة الله. والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض، لابسين بَزَّاً أبيضَ ونقيَّاً. ومن فمه يخرج سيفٌ ماضٍ، لكي يضرب به الأمم، وهو سيرعاهم بعصا من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب "ملك الملوك ورب الأرباب".’’
(رؤيا 11:19-16)

‘‘ورأيت ملاكاً نازلا من السماء، معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنِّين، الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان، وقيَّده ألف سنة، وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه، وختم عليه؛ لكي لا يُضِلُّ الأمم في ما بعد حتى تتم الألف سنة، وبعد ذلك، لا بد أن يُحَل زمانا يسيراً.
‘‘ثم رأيت عروشاً، مُنح الجالسون عليها حق القضاء. ورأيت نفوس الذين قُتِلوا من أجل شهادة يسوع، ومن أجل كلمة الله. .. فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة.
‘‘ثم متى تمَّت الألف سنة، يُحَل الشيطان من سجنه، ويخرج ليُضِلَّ الأمم الذين في أربع زوايا الأرض .. ليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض، وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة. فنزلت نار من عند الله من السماء، وأكلتهم. وإبليس الذي كان يُضلُّهم طُرِح في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الكذَّاب، وسيُعَذَّبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين!

‘‘ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء، ولم يُوجَد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودِين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسَلَّم البحر الأموات الذين فيه، وسلَّم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما، ودِينوا كل واحدٍ بحسب أعماله. وطُرِح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يُوجَد مكتوباً في سفر الحياة، طُرِح في بحيرة النار.’’ (رؤيا 1:20-15)

‘‘ثم رأيتُ سماءً جديدةً وأرضاً جديدةً؛ لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يُوجَد فيما بعد. .. وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً:
‘‘هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعباً، والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم. وسيمسح الله كلَّ دمعةٍ من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزنٌ ولا صراخٌ ولا وجعٌ في ما بعد؛ لأن الأمور الأولى قد مضت.’’
‘‘وقال الجالس على العرش: ها أنا أصنع كلَّ شيءٍ جديداً. وقال لي: اكتب، فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة. ثم قال لي:
‘‘قد تمَّ. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً. من يغلب، يرث كل شيءٍ، وأكون له إلهاً، وهو يكون لي ابناً. وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتَّقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني.’’ (رؤيا 1:21-8)

‘‘وأراني نهراً صافياً من ماء حياة، لامعاً كبلُّور، خارجاً من عرش الله والخروف، يخترق ساحة المدينة. وعلى النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة، تعطي كل شهر ثمرها. .. ولا تكون لعنة ما في ما بعد. وعرش الله والخروف يكون فيها، وعبيده يخدمونه. وهم سينظرون وجهه، واسمه على جباههم. ولا يكون ليل هناك، ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس؛ لأن الرب الإله ينير عليهم، وهم سيملكون إلى أبد الآبدين. ثم قال لي: هذه الأقوال أمينة وصادقة. والرب إله الأنبياء القديسين أرسل ملاكه، ليُرِى عبيده ما ينبغي أن يكون سريعاً.
‘‘أنا يسوع، أقول لكم: ‘‘ها أنا آتِ سريعاً، وأجرتي (مكافأتي) معي؛ لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر. طوبى للذين يصنعون وصاياه؛ لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة. لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً.
‘‘أنا يسوع، أرسلت ملاكي؛ لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس. أنا أصل داود ونسله. كوكب الصبح المنير. والروح والعروس يقولان: تعال. ومن يسمع، فليقل: تعال. ومن يعطش، فليأتِ. ومن يُرِد، فليأخذ ماء حياة مجاناً.
‘‘لأني اشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب، إن كان أحدٌ يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحدٌ يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من شجرة الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب.
‘‘يقول الشاهد بهذا: نعم. أنا آتِ سريعاً. آمين! تعال أيها الرب يسوع!
‘‘نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين.’’ (رؤيا 1:22-21)

وهكذا، يختم الله هذا السفر العجيب، وهو يَعِد أن الرب يسوع، الذي سمَّره نسل آدم على صليب، سيعود يوماً إلى الأرض. سيعود ليأخذ المؤمنين باسمه، ليكونوا معه، وليدين أولئك الذين لم يؤمنوا به!
عزيزي المستمع ..
.. هل لديك الثقة أن تواجه الرب يسوع عندما يجيء ثانيةً من السماء؟
.. هل أنت ضمن أولئك الذين قبلوه كمخلِّصٍ وربٍ لهم؟
.. هل تؤمن أن الله وضع خطاياك على الرب يسوع المسيح، الذي لم يخطئ أبداً، كي ما
يحسبك باراً من خلاله؟
.. هل اسمك مكتوب في كتاب الحياة؟
.. ما هي علاقتك مع يسوع المسيح؟ هل هو مخلِّصك؟ أم أنه سيكون ديَّانك؟

هل أنت مستعد لمجيء المسيح؟
إن سمعت اليوم صوت الله، فلا تقسِّ قلبك، لأن الكتاب يقول:
‘‘.. إن يوماً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيومٍ واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده، كما يحسب قومٌ التباطؤ. لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلِك أناسٌ، بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة. ولكن سيأتي كلصٍ في الليل يوم الرب، الذي فيه تزول السموات بضجيجٍ، وتنحلُّ العناصر محترقةً، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها!’’ (2بطرس 8:3 ،9)
‘‘.. هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص.’’ (2كورنثوس 2:6)
‘‘نحن الذين سمعنا، كيف ننجو إن أهملنا خلاصاُ هذا مقداره؟’’ (عبرانيين 3:2)

أعزائي المستمعين ..
نشكركم على كريم إصغائكم..!
وندعو الله دائماً أن تكون كل كلمة قد سمعتموها في برنامج ‘‘طريق البر’’، بركة تنبع في حياتكم، وتقودكم إلى ‘‘خلاص الله العظيم’’، الخلاص الذي يهبه مجاناً لكل من يؤمن حقاً بكلمته. إن كان يرغب أحدكم في الحصول على كتاب الإنجيل كاملاً، والذي كنا نقرأ منه اليوم، فليكتب لنا ..
وحتى الحلقة القادمة، نصلِّي أن يبارككم الله، وأنتم تتذكَّرون كلمات يسوع الختامية في الكتاب المقدس. إذ قال الرب يسوع المسيح:
‘‘نعم، .. أنا آتِ سريعاُ!’’ (رؤيا 20:22)
ـــــــــ

 الدرس التاسع والثمانون | فهرس دراسات طريق البِرّ | المكتبة | الصفحة الرئيسية