ضوء واحد فقط، من فضلك

أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت إحدى حاملات الطائرات، في شمال المحيط الأطلسي، وكانت كثيرا ما ترسل حاملات الطائرات البعض من طياريها لإستكشاف مواقع العدو.

 إشتدت الحرب، فكان البحارة في حالة تأهب مستمر، وكانت القوانين مشددة جدا، إذ أن اي خطأ قد يفشي في موقع حاملة الطائرات، يسبب موتاً للجميع.

في ذلك اليوم، ونحو المساء، أرسل كابتن حاملة الطائرات، ستة من طياريه، لإستكشاف مواقع العدو. لكن في تلك الليلة أيضا، كانت طائرات العدو، تقترب من حاملة الطائرات هذه لتعرف موقعها.

في الحال، أصدر الكابتين امرا بإطفاء جميع الأنوار، من على حاملة الطائرات هذه، فلم يوجد أي نور البتة، بل كانت ظلمة دامسة وحالكة على الحاملة.

بعد مضي بعض من الوقت، عاد الطيارين الستة من إستكشافهم، وساروا بإتجاه حاملة الطائرات، لكنهم لم يستطيعوا رؤيتها بسبب الأوامر بإطفاء جميع الأنوار. لا شك بأن حاملة الطائرات غير بعيدة لكنهم لم يستطيعوا إيجادها.

إتصل أحد الطيارين بحاملة الطائرات، قائلا "نرجو بإن تعطونا بعض الإنارة، لأننا أصبحنا قريبين، ونحن في صدد الهبوط." أجاب المسؤول عن الإتصالات اللاسلكية في حاملة الطائرات، إننا تحت أوامر مشددة، بإطفاء جميع الأنوار والتعتيم، فلا أستطيع إعطائكم أي نور.

أخذ طيار آخر جهازه اللاسلكي، ثم تكلم بدوره وقال: نرجو أن تعطونا ضوء خفيف فقط، فهذا يكفي لنا، بأن نعود من دون اي صعوبة.

جاءت الإجابة مرة أخرى من المسؤل: الأوامر هي: تعتيم كامل، لا إنارة.

سمع الطيار الثالث ما جرى من حديث بينه وبين حاملة الطائرات، فتناول جهازه اللاسلكي، وخاطب المسؤل على حاملة الطائرات، ثم قال:

ارجوكم: اعطونا ضوء واحد فقط، ونحن سنستطيع الهبوط، أنا متأكد بأننا قريبين جدا... ضوء واحد فقط، لإننا لا نقدر أن نراكم، ولم يعد لدينا الكثير من الوقود.

بخصوص هذا الوضع، لم يستطع المسؤول عن المحادثات اللاسلكية، فعل أي شيء، فوضع يده على الزر الذي يربط المحادثات بينه وبين هؤلاء الطيارين الستة، واقفل الجهاز، فإنقطعت كل الإتصالات بينهما.

صديقي،إن الحياة، عطية من عند الله. ونحن جميعا سائرون في هذه الحياة، وكأننا طائرات معدة للإقلاع. فأنا وأنت، ننتظر على مدرج الحياة، دورنا للرحيل... فعاجلا أم آجلا، سنترك هذه الأرض وكل ما عليها، فقراء أو أغنياء، صغار أو كبار، شئنا أم أبينا. ونذهب لنتلاقى مع الله خالقنا. فهل أنت مستعد للقاء إلهك.

أن الشيء الوحيد، الذي يفصل الإنسان عن الله هو خطاياه: يقول الكتاب المقدس: آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم. إن الله قدوس ويريد أن يغفر لك خطاياك، لذلك أرسل الله إبنه الوحيد، الذي لم يفعل خطية، لكي يموت البار عن الخطاة، ليغفر لك خطاياك. لأن دم يسوع المسيح إبن الله يطهرنا من كل خطية. وقد وُضع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة.  ليس هناك فرصة أخرى للعودة الى هذه الحياة بعد الموت لتسوية الحال.

يقول الكتاب المقدس: ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم: صلي وقل: يا رب أنا خاطي، وانا بحاجة إلى مغفرتك، أشكرك لأنك أرسلت المسيح، كي يموت عني على الصليب. أرجوك أن تغفر خطاياي. أنا آتي إليك تائبا عنها. بإسم المسيح آمين.

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية