الإرسالية العظمى

 هو عشية اليوم الأول من الأسبوع. والتلاميذ مجتمعين في علية، والأبواب مغلقة بسبب خوفهم من اليهود. فالركب تصطك، والقلق بادٍ على الوجوه. يتكلمون، لكن بهمس خفيف. يخافون عند سماع أي صوت خارجا. ثم ينظرون الى بعضهم البعض بحذرٍ وترقب. ترى هل يوجد يهوذا آخر بينهم؟ بل أين توما... تلاشت الثقة وتحطمت الآمال. فقد مات يسوع. وها هم الآن بلا قائد، بلا مشجع، بلا أي رؤية في الحياة، فالحيرة تملاء قلوبهم، إذ جائت المريمات، قائلات أنه قد قام.

وسط هذا الوضع الكئيب، فجأة يقف يسوع في الوسط ويقول: سلام لكم، "أن التلاميذ فرحوا إذ رأوا الرب". كادوا ينسون ما معنى الفرح، لكنه الآن معهم عن جديد يزرع فيهم سلامه العجيب، فيأكل معهم، ويكلمهم، ويريهم يديه ورجليه وجنبه، ويعزيهم، لأنه هو وحده الراعي الأمين. ثم تأتي هذه الكلمات الأزلية من رب الأرباب: كما أرسلني الآب أرسلكم أنا...

لو كنت هناك وسمعت كلمات الرب، كان سيبدو لك الأمر، مستحيلا... كيف وهم حفنة صغيرة من الرجال العاميين؟ فكيف يواجهوا عشرات بل مئات من الفريسيين، ورؤساء الكهنة، والكتبة وقادة اليهود! بأي قوة وأي منطق سيواجهون من قتلوا يسوع صارخين... "أصلبه أصلبه... دمه علينا وعلى أولادنا"

أما هم، فلبثوا في أورشليم حتى حلّ عليهم الروح القدس، ثم خرجوا بقوة روح الله القدوس، فشهدوا للآلاف والآلاف، وأرتج العالم ... لأنهم أطاعوا أمر الرب لهم، وكانت الإرسالية العظمى. ودعي هؤلاء المؤمنين مسيحيين.

فالمسيحية ليست كلام، لكنها حياة... لم يفعل التلاميذ كل هذا بقوتهم ولا بحكمتهم، لكن إطاعة لله وبسلطان الرب يسوع المسيح وقوة الروح القدس الإله الواحد آمين.

خرجوا إلى عالم يحتاج الى مخلص، وليس من مخلص سوى الرب يسوع المسيح، كما هو مكتوب: ليس باحد غيره الخلاص.لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص.

وبعدما أراهم نفسه ببراهين كثيرة مدة أربعين يوما، إرتفع الى السماء وهم ينظرونه. وأخذته سحابة عن أعينهم. وهكذا سيأتي يسوع كما صعد... أجل يسوع آتٍ... لكنه أرسلك لتخبر عنه...

فهل هناك من شخص يريد الرب أن يرسلك اليه؟ إن الرب يسوع يريد أولا أن يغفر خطاياك... إن أردت... لقد غفر للكثرين... يريد منك أن تؤمن به مخلصا وربا على حياتك، ثم يريد أن يرسلك الى العالم لتخبر أهلك وأصدقائك عنه، تخبر عن موته من أجلهم، وعن قيامته، وأيضا عن مجيئه القريب.

 لقد قام المسيح، لكنه سيأتي أيضا عن قريب... فهل أنت مستعد للقائه... إن كان لديك أي سؤال، يسعدنا أن نجيب عليه... وليت الرب يبارككم ...كذلك ...

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية