الموضوع: أمة مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ"

ومن يقتل مؤمناً متعمداً، فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له، عذاباً أليماً" سورة النساء 93

أرجو نشر هذه المقالة لكل فلسطيني ولبناني وعراقي وصومالي ولكل عربي ومسلم في كل وسائل الإعلام، وشكراً جزيلاً.

قال السيد المسيح الحي كلمة الله وروحه الأوحد والذي تجسد في صورة إنسان كما يقول التوراة والإنجيل والقرآن قبل ألفي سنة في إنجيل متى 12: 25: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ أو أمة (إسلامية وغير إسلامية) مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أوشعب أَوْ بَيْتٍ أو عالم مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ» (ولا بد سينهار ولن يستطيع أن ينهض من جديد). فلماذ لا يتعظ الفلسطينيين واللبنانين والعراقيين والصوماليين من هذه الحقيقة التي قالها السيد المسيح وهو من أفضل الأنبياء عند الله والناس، وليس خافياً علي كل إنسان ما حلَّ بالإخوة الفلسطينيين وبفلسطين والأمة العربية والإسلامية أيضاً من خراب وإنهيار من هذا الإنقسام الحادث بين قادتها.

وهل نسوا أن في الوحدة قوة وإنتصاراً وفي الإنقسام هزيمة وخراباً؟

وقال المسيح أيضاً في لوقا 14: 31 و 32: «أم أي ملك أو رئيس ذهب لمحاربة آخر، لا يجلس أولاً ويستشير قادته ليرى هل يقدر أن يواجه بعشرة الاف ذلك الزاحف عليه بعشرين الفاً، وإلا فإنه، والعدو ما زال بعيداً، يرسل وفداً، طالباً ما يؤول إلي الصلح». وقال أيضاً: «إذا إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي في أي زمان أو أي مكان، فهناك أكون (بروحي) في الوسط».

وفي القرآن جاء أن المسيح كان يعرف أيضاً كل ما يدور من حديث بين التاس حتى وهم في غرف النوم ويقول القرآن أن المسيح كان يخلق من الطين طيراً حياً (سورة آل عمران 49 وسورة المائدة 110) ومن صميم العقيدة المسيحية أن للسيد المسيح طبيعتين في شخص واحدة طبيعة لاهوتية أي إلهية وطبيعة ناسوتية أي إنسانية وهو سيظل كذلك إلي أبد الآبدين.

فلماذا هذا العناد أيها المجاهدون الإسلاميون وتعاندوا الله وقادتكم، فليس خافياً علي أحد أن إسرائيل تعتبر من أقوي دول العالم وتملك ترسانة من الأسلحة تستطيع أن تحطم العالم كله (فهي كما قيل كان عندها قبل 20 سنة 200 قنبلة ذرية) وليس مجرد منظمات إرهابية مثلكم تقتل الناس الأبرياء في الفنادق ومواقف البصات والمطاعم. ألم تروا أيها الأصدقاء المضللين بعقائد غريبة هدفها الوحيد هو القتل والتخريب وليس شيئاً آخر، كم خذلتم شعبكم وخربتم بلدكم، فكل ما تحدث معاهدة سلام بين إسرائيل وفلسطين تقوم حضراتكم بتخريبها كما حدث بعد إحدى المعاهدات التي تعهد فيها الرئيس القائد ياسر عرفات بأن لن تحدث أي حرب مرة أخري مع إسرائيل، ولكن للأسف قمتم ثاني يوم مباشرة وفجرتم بص وقتلتم 23 إسرائيلياً مع عشرات الجرحي الأبرياء وهكذا خربتم كل شئ، ألم يحن الوقت لكي تسلموا أسلحتكم أنتم وغيركم لمنظمة التحرير الفلسطينية وتتحدوا معها في النضال السلمي الذي هو مؤيد من الشرعية الدولية والأمم المتحدة وأوروبا وروسيا وكل دول العالم وحتى أمريكا نفسها؟؟

ألم تتعظوا من ما حصل لشعبكم من مذلة ومهانة وخراب لأرضكم ومدنكم بسببكم، وأصبحتم شعب متسول ومشرد ولاجئين في أنحاء العالم كله، وأنتم لفترة خمس عقود لم تحققوا أي شئ لشعبكم المسكين، أليس كذلك؟؟!! وأيضاً ما حصل للشعب العربي والإسلامي من مهانة ومذلة بسببكم، وليس خافياً علي أحد أن كل هذه الإضطرابات الحادثة هذه الأيام من إرهاب وأعمال مخجلة جلبت العار للعالم الإسلامي كنتم أنتم السبب في حدوثها، فمثلاً ظهور المنظمات الإرهابية التي إنتشرت في العالم الإسلامي كمنظمة القاعدة وغيرها كنتم أنتم من أول الأسباب في ظهورها أليس كذلك؟؟ 

أحبائي، ألم تسترد مصر كل أراضيها في سيناء من إسرائيل بعد حرب 73 (وهي بالطبع أكبر من فلسطين عدة مرات) حتى طابا الذي مساحتها لا يزيد عن كلم واحد إستردتها مصر بمجرد التفاوض السلمي وبمؤازرة الشرعية الدولية وكل دول العالم؟ فلماذا لا تلجئوا لنفس الطريقة، وبالتأكيد سيجيئ سريعا النصر الذي تتوقعونه بإذن الله بدون أي حروب مرة أخري. ولماذا لا تجربوا هذه الطريقة ولو مرة واحدة لفترة سنة واحدة فقط فأنتم لن تخسروا شيئاً، ومهما كانت الظروف الصلح أفضل من الحرب كما جاء في المثل " الصلح سيد الأحكام" أليس كذلك؟ وكما هو واضح أن إسرائيل التي تحاربونها اليوم هي جارتكم وقد تظل هكذا لمئات أو لآلاف السنين فلماذا لا تعيشون في سلام معهم وتطبعون العلاقة معها كما فعل الأردن ومصر، وتوقفوا هذه الحروب التي لا تنتهي والتي جلبت الدمار لشبعكم المسكين بسبب عنادكم؟؟؟؟

ومقولة ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، كان هذا في عهد الحمير والجمال في قرون ما قبل التاريخ، وهذا بالطبع لا يمكن أن يطبق في هذا العصر، عصر طائرات الأباتشي وF 16 وغيرها من أسلحة متطورة في هذا العصر، اللهمُ؟ إلا إذا أردتم الخراب والدمار لكم ولأهلكم البائس. وهذا بخلاف أن إسرائيل تساندها أقوي الدول في العالم كأمريكا وإنجلترا ولن تتخلي عنها إلي الأبد.

ولكم مني المحبة والسلام من شخص يحب فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والساكنين فيها، ولقد قضَّي فيها أجمل شهر عسل عام 1966.

د/جميل عبد السيد فرح                                                                   

  Email: gamilfarah2@yahoo.com

ملاحظات هامة: (1) سؤال هام: ما هو وضع شعب إسرائيل منذ 1948 اليوم ووضع شعب فلسطين منذ ذلك التاريخ حتي هذا اليوم، اليس هذا الشئ مؤلم إلي أبعد مدى؟؟

(2) سؤال هام أيضاً: جميع دول العالم بما فيهم الدول العربية أيضاً ومنظمة التحرير الفلسطينية يعترفون بإسرائيل كدولة فما هي الحكمة لمنظمة حماس وغيرها بأن لا تعترف بإسرائيل؟؟! أهذه شطارة أم ماذا نفسر هذه الحماقة التي كان لها أثر فظيع علي الشعب الفلسطيني المدمر أصلاً؟؟ أليست هذه حقيقة يا حكومة حماس، أم أن الشيطان قد أعمى قلوبكم؟؟ والأمة العربية والإسلامية مدانة بشدة فهم بدل أن يدينوا هذه المنظمات الإسلامية المتمردة علي السلطة الفلسطينية الشرعية التي تسعى إلي التفاوض مع إسرائيل عن طريق الحوار والمنطق والشرعية الدولية، دائما ما يلوموا إسرائيل فقط علي ما تقوم به من أعمال إجرامية ضد الفلسطينيين بذريعة الدفاع عن النفس، ونسوا أن يدينوا هؤلاء المجاهدين الإسلاميين الذين هم الأعداء الحقيقيين للشعب الفلسطيني المسكين وأيضا للشعب العربي والإسلامي وهكذا ضاعت القضية الفلسطينية، ولو إستمر هذا الوضع المأساوي فلن نري دولة فلسطينية إلي الأبد، أليس كذلك أيها الأحباء؟؟

(3) ويا ليت هذه الرسالة لا توجه للفلسطينيين فقط بل أيضاً توجه لشعوب العراق والسودان والصومال ومصر ولبنان والأمة العربية والإسلامية .. إلخ.

(4) وهل فات علي الإخوة المسلمين الذين إستحلوا دماء الأبرياء في العراق وفلسطين والصومال ومصر والسودان والجزائر وغيرهم في أي مكان في العالم أن يقرأوا هذه الآية التي جاءت في القرآن "ومن يقتل مؤمناً متعمداً، فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له، عذاباً أليماً" سورة النساء 93 (وبالطبع لا تبديل لكلام الله كما جاء في القرآن والتوراة والإنجيل). وفي الوصية السادسة من الوصايا العشر لشريعة موسى (وكانت حوالي 1400 سنة قبل الميلاد) في التوراة في سفر الخروج 20 "لاتقتل أخيك الإنسان (لأنه علي صورة الرحمن) (وحكمها الرجم ثمَّ الطرح في جهنم النار الأبدية في اليوم الأخير)" وبالطبع المؤمن هنا قد يكون مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو هندياً أو ... إلخ، وأي دم برئ يسفك علي الأرض دون أن يغطى بالتراب هو يصرخ إلي الله مطالباً بالإنتقام من القاتل في جهنم في اليوم الأخير (لأن الحياة هي في الدم كما جاء في التوراة في لاويين 17) كما صرخ دم هابيل البار إلي الله عندما قتله أخاه الأكبر بدون سبب، والله العادل سيعاقب القاتل 7 أضعاف في جهنم النار كما يقول التوراة (إقرأ سفر التكوين 4: 15). ويا ليت هذه الآية تكتب بخط واضح وكبير وتعلق كما تعلق إعلانات الببسي كولا وغيرها فوق المطاعم والفنادق وداخلها وفي مواقف البصات والأسواق وفي المطارات والطائرات وفي أي مكان يكون فيه إنسان رجلٌ كان أو إمرأة أو طفلاً، حتي يرتدع ويخاف أولئك الذين يقتلون الأبرياء في هذه الأيام سواء في العراق أو مصر أو السعودية أو الجزائر أو السودان أو الصومال أو إسرائيل ... إالخ. وليت هذه الرسالة تذهب للشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري ولكل المنظمات الإسلامية التي تنادي بالجهاد وغير الإسلامية أيضاً والتي إستحلت دماء الأبرياء في كل العالم.

(5) أنا لا أدافع عن اليهود والأمريكان وغيرهم والذين يناصروهم في الأعمال الأجرامية والإرهابية ضد الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين وغيرهم المساكين والمغلوب علي أمرهم والعزل من السلاح المتاكفئّ وهؤلاء بالطبع سيكون عقابهم 7 أضعاف في جهنم كما جاء في التوراة في سفر التكوين 4.

(6) لأن الله يحب الإنسان حتى ولو كان قاتلاً لألاف الناس وهو يريد أن ينقذه من جهنم النار الأبدية في اليوم الأخير، فلقد أعدَّ له طريقة وحيدة للخلاص وتجدها في الإنجيل في قصة الفداء كما هو مكتوب في رسالة رومية 1: 16 "لأن الإنجيل هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن (من جهنم النار)" وفي القرآن في سورة المائدة 46  جاء: "..وآتينا عيسى بن مريم الإنجيل هديً ونور" فلماذا يا عزيزي تؤجل قراءته. 

(7) إعلان حقوق الإنسان الصادر عن
 الأمم المتحدة عام 1948

البند رقم 18

لكل فرد الحق في ممارسة حرية الفكر والضمير والدين وكذلك كل الحرية في تغيير دينه ومعتقده وله حرية التعبير عن دينه ومعتقده إما بشكل فردي أو ضمن جماعات علنا أو بشكل غير علني وممارسة الدعوة والعبادة والطقوس والشعائر.

البند رقم 19

لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير عنه، وهذا الحق يتضمن حرية اعتناق الآراء بدون تدخل خارجي وحرية البحث وتلقي وتوزيع المعلومات والأفكار بكافة وسائط النشر والإعلام. 

وأرجو من كل إنسان أن يقرأ الرسالة المرفقة لكشف الحقيقة التي ينشدها أي إنسان.

    http://www.thegrace.com/books/terror.htm

ومن أراد مزيداً من المعرفة أرجو يقرأ كتبي "كيف نتصالح مع الله؟، ومدينة القدس والمسجد الأقصى– قلب العالم، وهيكل سليمان الثالث" وكيف نقضي علي الإرهاب العالمي ويتحقق السلام بدون حروب؟ في موقع: www.thegrace.com 

تنبيه هام: نحن مستعدون لسماع كل الآراء المخالفة ومناقشتها بشرط أن يكون الحوار موضوعي ويناقش المواضيع المطروحة بصدق. لن نلتفت لأي رسالة تشذ عن الموضوع المطروح.

ولمزيد من المعرفة أرجو أن يقرأ القارئ هذه المواقع:

http://www.thegrace.com/books/Temple.htm

http://www.thegrace.com/books/Jerusalem.html

http://www.thegrace.com/books/reconcile/chapter1.html

http://www.thegrace.com/books/peace.htm

http://www.thegrace.com/books/terror.htm

 

 


Back