شهادتي عن المخلص


أنا فتاة عاشت حياة طبيعية خالية من التميز بين أسرة تتألف من 10 أشخاص ، أنا أصغرهم وكنت دائماً أقلب صفحات حياتي وأعود إلى ماضي حتى أجد شيء أفتخر به في حياتي فلم أجد!!!! حتى سن الثامنة عشر من عمري وأخص بالذكر إنني لم أكن مثل زميلاتي مفعمة بالحيوية أو أبدي أي انطباع لأي موقف أتعرض له بالحزن أو بالفرح حيث أنني كنت أشعر دائماً أنني غير منسجمه معهم ولكن رفيقة دربي كانت أختي الكبرى في المنزل وتدعى (مريم) وهي تكبرني ب 10 سنوات .

كنت دائماً أراقبها أتسائل عن مدى حبها للكتاب المقدس ومدى محبة الناس لها (وبدأت رحلتي في التعرف على الإله المخلص عن طريق مريم) ولا زال الرب إلى اليوم كما عمل في الماضي ليشفي نفسي من كل التساؤلات والأحداث التي كبرت معي عندما كنت غريبه عنه، فكنت دائماً أذكر لأختي مريم أنني عندما أكبر أرغب في أن أكون مثلها بمحبتها للرب وأن لا أشبه باقي أخواتي على العلم أنهن جميلات للغاية ( بالتأكيد لا أقصد أنهم غير مؤمنات ولكن لكل منا له قدر معين من الإيمان والعلاقة بالإله المخلص) ولكن مريم كان الرب يعد لها حياتها بطريقة رائعة للغاية.

في ذلك الوقت لم تكن لي صلة بالله ولم أكن أكترث للكتاب المقدس ولكن رغماً عني كانت أمي تلزمني بالصلاة أيام الآحاد وكنت في مدرسة الطائفة في المرحلة الابتدائية حيث كان الكاهن يضغط علينا بالحضور الى الكنيسة ويصدر عقوبات للذين لم يحضروا فلم يكن أمامنا سوى المجي،

عندما كنت في الحادية عشر من عمري رأيت رؤية وكنت على يقين أنني لم أكن نائمة (شاهدت ثلاثة شخصيات متتالية الظهور أولهم إبليس وكان مغتاض ينظر إلي ويشدد على شعره، ومن ثم إحدى تلاميذ الاثني عشر مشيراً إلي بإصبعه وهو يبتسم لي، وآخرهم أجملهم رأيت المسيح جالساً على صخره مادداً إلي بغصن زيتون أخضر يتبعه نوراً عظيماً" ففي صباح اليوم التالي أخبرت كل العائلة بما رأيت حيث أنني كنت أشهد ولأول مره رؤية غريبة بدأت أفهمها منذ تعرفت على المخلص وحظيت بعلاقة رائعة يومية معه ومن وقتها بدأت أخبر الجميع أن النور الذي رأيته ليس له مثيل في هذا العالم وعلى ما أعتقد بدأت مرحلة التمييز تنمو عندي منذ ذلك الوقت وكما أن الرب أراد أن أبدأ التمييز بين الشر والخير .

أنهيت مرحلة الدراسة وحصلت على معدل جيد جدأ ولكن للأسف بدأ العالم مرحلة تكسير أحلامي وتبديد سلامي ولم أستطع دخول الجامعة التي طالما تمنيت على الرغم من أنني كنت ذكية في المدرسة ؟؟؟ ولكن أكملت سنة دراسية في إحدى المراكز حتى أتأهل للعمل على الأقل ومن إحدى خطط الرب " إنني وعلى الرغم من معدلي العالي في المركز والذي يؤهلني للعمل في أي مكان كسكرتيرة تنفيذية لم أنجح في الحصول على وظيفة لمدة 8 أشهر مما جعل مني إنسانه غريبة الأطوار ، هائجة ، نعم كنت يائسة وكنت دائماً أميل الى قول "الدنيا سوداء في وجهي" واستسلمت للبكاء والنوم الى فترات طويلة مما جعل أمي وإخوتي يضنون إنني كنت مريضه" ومن هنا بدأت تدخلات الرب الرائعة وقيادته لي كتلميذه حيث من خلال ذلك الوقت لم تتركني أختي مريم ولا أحد من أفراد عائلتي وكانوا يسعون لعمل الكثير من أجلي ولكن ؟؟؟ لا نتيجة تذكر ، فأخبرتني مريم بأنني يجب أن أصلي وأذكر للرب عن حاجتي وصليت العديد من المرات ولكن ضعفي غلبني وكنت أسيء إلى المخلص بالكلام والعتاب ولكن في أحد الأيام ركعت أمامه وقلت له وأنا أجر أذيال الخيبه ورائي وكنت منكسرة النفس ولا أدري ما مشيئته لي :
" يا رب إذا اردت أن ترسم لي حياتي فلا أريد أي جنس من البشر يتدخل بيني وبينك ، أريد أن تكون معلمي ومرشدي وقائدي ومخلصي" ومن بعد هذه الصلاة القصيرة التي لا تتعدى الخمسة دقائق وبقلب أعده الرب لاستقبال روحه القدوس منحني رغبه غامره سيطرت علي كلياً لقراءه الكتاب المقدس وبشغف وكنت أسمعه يقودني ويفهمني وكنت عند نومي أسمع أسماء شخصيات يقودني الروح القديس لقراءتها في اليوم التالي كما وكنت أدرس من قبل معلم ماهر متمكن وكنت طيله الوقت يملأني سلام داخلي ومذهوله من تعاملات الروح القدس معي ومدركه لعجزي كإنسان فأمنت بعدها أن الله اختارني ليمنحني حياة رائعة مليئة بالانتصارات باسمه وكنت أشارك مريم دائماً بما يحدث معي وكنا نصلي دائماً ليتبارك الرب في وسط العائلة حتى شاء الرب بعد ذلك وأختار لي مكان لأعمل به وأعلن لي مسبقاً عنه وكان مكان خدمه أيضاً حيث فضت فيه بكل ما ملأني به الرب خلال فترة التدريب وسلَّحني الرب في بداية عملي بالوعد " لا أهملك ولا اتركك أنصحك عيني عليك" وأنا الآن قد أمضيت ثلاثة سنوات متتالية في نفس المكان الذي أختاره الرب حيث شهد الجميع تغييرات عجيبة في هذا المكان بإسم الرب وعمل معي الكثير فهي بمثابة حياة يومية أعاين فيها نعمة الرب ورعايته.

إن شهادتي عن المخلص لا تقتصر بالحديث عني وحدي وإنما كل أطراف بيتي تعترف بيد المخلص وعظيم صنيعه معنا ، فلم يختارني وحدي وإنما غيرنا جميعنا واحد تلو الآخر ، فإنني في صباح هذا اليوم وبعد استلامي لجوابكم الذي أشعرني بسرور طلبت من الاله العظيم المساعده من روحه القدوس لأنقل لكم كيف تم خلاص بيتنا على يدين المخلص وبمشيئته حتى يكون ايضاً سلام في نفوسكم (لأن الروح الذي يعمل فينا واحد) ولأنني أؤمن بان الله هو أمس واليوم وإلى الأبد وكما ساعد التلاميذ قديماً بنقل كل ما أخبرهم به بدون زياده أو نقصان ليكمل الروح عمله في الناس "هكذا سيعمل معي أنا أيضاً وهذا كله بسبب النعمة التي خصنا بها الله" فإن أمانته مطلقة وهو لا يناقض نفسه (حاشا).

ما أبهرني حقاً أن الرب عالج لي علاقات قديمة من أيام المدرسة وجعل من كثيرين رفاق لي حالياً بسبب معرفته كانوا سبباً رئيسياً في مضايقتي قديماً (مباركاً هو الرب الذي يعلم كامل أموري ويبارك خطواتي).

حتى تكمل قصتي سأطلب من أختي بمعونة الرب أن توافيكم بشهادتها عن المخلص بطريقتها وكما يلهمها الروح القدس فهي تحمل في طيات حياتها أحجار كريمه ساعد المخلص في إظهارها في حياتها بعدما دربها وعلى طول 17 سنة والنتيجة كانت:
"طوبى للانسان الذي يسمع لي ساهراً كل يوم عند مصاريعي حافظاً قوائم أبوابي، لأنه من يجدي يجد حياة وينال رضى من الرب"
أمثال 8: 35:34

وأخص بالذكر والدتي الرائعة التي صادفت سنين غريبة الأطوار وعلى مرئى من الرب، عانت نعم عانت الكثير ولكن الشوك والحسك أنتج ثمار ناضجة وزهور نادرة في هذا العالم وبارك لها الرب حياتها بطريقه مشرقة ألخصها :
" هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقده وأن بنقذنا من يدك أيها الملك". دانيال 17:3

بالنهاية أترككم بسلام الرب مع هذه الآيات التي تنهي شهادتي عن أبي السماوي من مز 111 " عظيمة هي أعمال الرب مطلوبة لكل المسرورين بها. جلال وبهاء عمله وعدله قائم إلى الأبد، صنع ذكراً لعجائبه، حنان ورحيم هو الرب، أعطى خائفيه طعاماً، يذكر إلى الأبد عهده، أخبر شعبه بقوة أعماله ليعطيهم ميراث الأمم، أعمال يديه أمانة وحق، كل وصاياه أمينة، ثابتة مدى الدهر والأبد مصنوعة بالحق والاستقامة".

إسمحوا لي بهذه الصلاة القصيرة:

أيها القدوس أبانا السماوي يا من علمتنا أن نرفع يدينا وقلوبنا بالصلاة الى سماءك وعرشك وفتحت لنا أبوابك معلناً لنا غفراناً ونعمة ونحن غير مستحقين " أدعوك أن تبارك أعمالنا وأقوالنا كلها لمجد إسمك واجعلنا أن نختفي وراء صليبك عالمين أن كل العالم بكل قياداته ورئاساته تخضع عند قدميك .

مجداً وعزاً قوة وسلطان ليسوع .. ليسوع من فدانا بدمه على خشبة الصليب.

الرب يبارككم ويجعل زرعكم مثمراً .

أترككم بسلام الرب

حنان عويس
11/8/2003


عزيزي القارئ : ان المسيح الحيّ المقام من الأموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الأبدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى . ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها . فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟ واذا اختبرت خلاص الرب شخصياً واردت ان تخبّر به اكتب لنا

 

Back