هل يلزم العبادة في الكنيسة فقط؟ وهل من الممكن العبادة في أي مكان؟
إن كلمة كنيسة في اللغة اليونانية التي كُتب بها الإنجيل هي "إكلسيا" وتعني باللغة العربية جماعة خارجة وكذلك تعني محفل أو اجتماع حافل.
المعنى الأول: يُعتبر المؤمنين جماعة خارجه عن محبة ملذات وشهوات
العالم، لذلك أطلق على جماعة المؤمنين الكنيسة قبل أن يوجد مبنى خاص للعبادة. ويقول
الإنجيل "إن الله العليّ لا يسكن في هياكل تصنعها أيدي البشر كما قال النبي: السماء
عرشي والأرض موطيء قدمي.. فأي بيت تبنون لي؟ يقول الرب، وأي مكان تعدون لراحتي.
أليست يدي قد صنعت هذه الأشياء كلها". (أعمال 48:7ـ50). إن الله لا يسكن مع حجارة
أو خشب بل مع الإنسان، لذلك يعلمنا الكتاب أننا هيكل لروح الله (1كور 16:3 ، 19:6 ،
20 ، 2كور 16:6) وأيضا يقول عن بيت الله: "هذا البيت هو نحن المؤمنين" (عبرانيين
6:3). لذلك يقول السيد المسيح: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثه باسمي. فأنا هناك في
وسطهم" (متى 18:20) ومن كل هذا يتضح لنا أنه في أي مكان يجتمع فيه المؤمنين فهو
كنيسة. إن الكنيسة في الأيام الأولى كانت تجتمع في المنازل ولهذا يقول الرسول "وإلى
الكنيسة التي في بيتك" (فليمون 2:1).
المعنى الثاني: إن كلمة كنيسة أطلقت على المباني التي تقيم فيها الجماعات المسيحية
عبادتها، وذلك تم بعد عشرات السنين من نمو المسيحية وازدياد العدد مع توفر حرية
العبادة (حيث لم تكن هناك حرية عبادة في العصر المسيحي الأول) إذ أصبح من اللازم
وجود مكان فسيح يضم جماعة المؤمنين وتنظيمهم وحفظهم من الخارجين عن الإيمان. بالطبع
يُفضلّ العبادة داخل الكنيسة ما دام هناك مبنى للكنيسة مع توفر حرية الذهاب إليها
بدون أية قيود. لذلك يوصينا الرسول بولس: "علينا أن لا ننقطع عن الإجتماع معاً. كما
تعوّد بعضكم ان يفعل. إنما يجدر بكم أن تحثّوا وتشجعوا بعضكم بعضاً، وتواظبوا على
هذا بقدر ما ترون ذلك اليوم يقترب (هذا اليوم الذي يقترب هو يوم مجيء الرب (يوم
الدين)" (عبرانيين 25:10).
إن العباردة مع جماعة المؤمنين مهمة جداً، وحسب قول الإنجيل فيمكن العبادة في أي
مكان. ولكن دعني أقول لك ان العبادة الشخصية هي أهم والتي تتمثل في قراءة الكتاب
المقدس يومياً، الصلاة والمواظبة عليها.