من هو المسكين الحقيقي بنظر الله

أحياناً كثيرة نتمنى كمؤمنين أفراد او جماعات أو آباء أو كنائس أن يكون معنا مال أكثر أو موارد أوفر أو استثمارات لنقوم بنشر كلمة الرب ربما لبناء كنيسة أو طباعة اناجيل أو كتب مقدسة أو بناء مؤسسة خيرية أو مستوصف و لكن تكون الموارد أقل مما نتمنى أن نفعل .
و الحقيقة أن هذا الأمر أو المشكلة كانت منذ نشأة الكنيسة موجودة و لكنها لم تكن عائقاً بل على العكس فلطالما تمجد الله و أعماله مع القلة لا مع الكثرة فربنا أعجبه فلس الأرملة الذي لم يسمعه أحد في الهيكل إلا هو بل جمع التلاميذ ليخبرهم أنها ألقت أكثر من هؤلاء الأغنياء لأنها ألقت من حاجتها و كذلك الأمر عندما صعد بطرس و يوحنا إلى الهيكل في أعمال 3-1
قال بطرس للرجل الأعرج من بطن أمه " ليس لدي فضة و لا ذهب و لكن الذي لي فإياه أعطيك
باسم يسوع الناصري قم و امش "كما قال بطرس يجب ان يكون شعارنا " الذي لي أعطيك إياه " و أعطاه الشفاء و نحن أيضاً لسنا مطالبن بأكثر ممّا نملك لنشارك في نشر إنجيل المحبة . قد يكون الأمر الوفاء أو التضحية أو التفاني
في عملنا لأن اسم المسيح دعي علينا ، و من الممكن ان يكون هذا الفلس الذي نقدمه إعطاء محتاج أو مسح دمعة أو تعزية قلب مسكين بإسم المسيح في هذا العالم المليء بالحزانى . حتى و لو لم نأخذ أجراً أرضياً فالمسيح قال ويقول لنا
" الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم " و سنكافئ
في هذه الحياة و الحياة الآخرة لأن أي مسكين نحسن إليه كأننا فعلنا ذلك مع المسيح نفسه ... و لا ننسى أننا مهما كنا كباراً أو صغاراً أغنياء أو فقراء أصحاء أو مرضى نحن أيضاً مساكين بنظر الله . و نحتاجه و نحتاج رعايته كما يحتاجنا ذاك الذي نراه مسكيناً .
بل إن الله أحياناً يضعه في طريقنا ليرى ردة فعلنا ، و في صلاة لنبي الله داود يعتبر نفسه و هو الملك القوي و الغني مسكيناً و يقول :
مز 86:1 " أمل يا رب اذنك.استجب لي ، لأني مسكين وبائس أنا "و لا يكفي أن نشعر بأن فلان من الناس مسكين و نتفرج عليه و ندعو له لأن المحبة تقترن مع العطاء . و ربنا كما يكتب الإنجيل كان قبل أن يشفي أو يساعد كان يتحنن على المساكين أي أنه كان يشعر بألمهم .
و هناك آية جميلة و وعد من الله للذي يشفق على المسكين : تثنية 15-10
" أعطيه و لا يسؤ قلبك عندما تعطيه ، لأنه بسبب هذا الأمر يباركك الرب إلهك في كل أعمالك و جميع ما تمتد إليه يدك لأنه لا تفتقد الفقراء من الأرض "أي لنعط المحتاج بمحبة و لا نرم المال عليه بتكبر و بسبب ذلك سيبارك عملنا عندما نعطي الفقير بمحبة المسيح أو نعط صندوق الفقراء في الكنيسة لأن الكنيسة تعرف أكثر منّا الفقراء و توصل عطايانا بأمانة .
و الرب بسبب ذلك سيباركنا و أيضاً هناك آية تقول أنه بسبب هذا " سوف ينجينا الله وقت الضيق" لو أننا أحسسنا بألم هؤلاء و منحناهم مساعداتنا و دعمنا .
و لكن من هم المساكين الحقيقيون ، بالحقيقة الفقير الروحي و المسكين بنظر الكتاب المقدس هو الذي لم
يعرف الله و لا عرف المسيح في حياته و يسلك بحسب الجسد و يتبع مشيئة إبليس و أو يقةم بحرف الناس إلى طريق الرذيلة و الشهوة و الجنس كما يفعل الكثيرون في هذه الأيام
يقول فيه النبي إرميا بالوحي المقدس
إرميا 5:4 " أما أنا فقلت إنما هم مساكين ، قد جهلوا لأنهم لم يعرفوا طريق الرب قضاء إلههم "يا رب نحن مساكين في دربك إرحمنا يا رب و إغفر لنا و احمينا من عدو النفوس الذي يجول في هذه الأيام الشريرة ملتمساً أرواح البشر ليلتهمها و احفظ عيوننا و طهرنا من نجاسات العالم الأرضي و اجعلنا نوراً لك في هذا العالم .
آمين
__________________
يا رب افتتح سفارة لك في قلبي و إجعلني سفيراً لك في العالم أجمع
 

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية