المرأة في المسيحية
نسمع
كثيرا عن الظلم الذي لحق ويلحق بالمراة في المجتمعات عامة وهذا صحيح , ويذكر البعض ( أن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإذا اردنا تقويمها انكسرت ) ولكن لدينا
تساؤلات على هذا الكلام, لأن قصة الخلق
المسجلة في سفر التكوين في الكتاب المقدس تقول انه بعد انتهاء عملية الخلق (
ورأى الله
كل ماعمله فإذا هو حسن جدا )
تكوين 1 :31 فآدم عندما خلق , خلق كاملا وليس فيه ضلع أعوج ففي تكوين 2 يذكر خلق
حواء ويقول ( فاوقع الرب الاله سباتا على آدم فنام وأخذ واحدة من أضلاعه وملأ
مكانها لحما وبنى الرب الاله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها الى آدم فقال
آدم هذه الآن عظم من عظمي ولحم من لحمي هذه
تدعى
امرأة لأنها من امرىء أخذت )
تكوين2 :22
ولم يذكر الكتاب أنها أخذت من ضلع أعوج فقصة الضلع الأعوج وخلق المرأة منه
لاتتناسب مع قداسة الله , وكأن الله بهذا أراد تحقير المرأة من الأساس
بخلقها من ضلع أعوج , وبهذا ننسب الى الله خلقه آدم بضلع اعوج, وحاشى لله أن
يفعل أمرا كهذا.
وذكر البعض ان
الإنجيل يقول أن
المسيحية أيضا تأمر بتسلط الرجل على المرأة , ويستعملون الآية المذكورة في
رسالة بولس الى المؤمنين في مدينة أفسس ,
ولكن الرسول بولس يتكلم هنا عن المحبة حيث يقول في اصحاح 5 ( فكونوا متمثلين بالله
كاولاد احباء واسلكوا بالمحبة كما احبنا المسيح أيضا وأسلم نفسه لأجلنا ... ) وفي
العدد 22 يقول ( أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما
أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهومخلص الجسد ( أي الكنيسة جسده) ويكمل بالعدد 25 (
أيها الرجال أحبوا نسائكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ) أي
المطلوب من الرجل أن يحب زوجنه الى حد التضحية بنفسه من أجلها أي محبة مضحية كمحبة
المسيح للكنيسة وليس للتسلط عليها .
وبالعدد
28 ( كذلك يجب ( لم يطلب أو
يتمنى ) بل
يجب
على الرجال أن يحبوا
نسائهم كأجسادهم من يحب امرأته يحب نفسه ) فالوصية ليست للتسلط
هنا , فكون
الرجل رأس المرأة كما المسيح رأس اكنيسة هو لصالح العائلة للقيادة كالربان للسفينة
حسب كلمة الرب فالرجل الخاضع لكلمة الرب يحب زوجته كنفسه ويعاملها كما يعامل نفسه
ويريد لها ما يريد لنفسه أما الغير خاضع لكلمة الرب ليس فقط يتسلط على زوجته بل
يفعل أكثر من هذا . والكتاب يوصي أن نكون(
خاضعين بعضنا لبعض , مسامحين بعضنا
لبعض , محتملين بعضنا لبعض , شفوقين بعضنا لبعض , غافرين بعضنا لبعض ...) وهذا
يشمل الرجل والمرأة أيضا أحدهما للآخر .
وفي رسالته الى أهل كولوسي يقول الرسول بولس ( أيتها النساء اخضعن لرجالكن كما يليق بالرب أيها الرجال احبوا نسائكم ولاتكونوا قساة عليهن ) كولوسي 3 :18 فالوصية هنا ليس الخضوع كيفما كان بل كما يليق بالرب وعلى الزوج أن لايطلب من زوجته امور تخالف كلمة الرب وكذلك الزوجة أيضا , قد لايعجب الناس كلمة اخضعن لكن الوصية للرجل هنا أن يحب زوجته هي أقوى وأقسى فالمطلوب ليس محبة جسدية بل محبة مضحية بازلة , أن يضع الرجل نفسه مكان زوجته وأن يحامي عنها وأن يحفظها كنفسه . يمكن للشعوب أن يخضعوا للحكام بسهولة, والعمال يخضعوا لصاحب العمل ,لكن يمكنهم أن لايحبوهم أو ليسوا مجبرين على محبتهم حسب قانون البلد, انها طاعة مصلحة متبادلة, فوصية المحبة أقوى من وصية الخضوع والمطلوب من الرجل هو أكثر من المطلوب من المرأة.
وبطرس الرسول يقول في رسالته الأولى ( كذلك أيها الرجال كونوا سالكين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالاضعف معطين إياهن كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة لكي لاتعاق صلواتكم ) 1بطرس 3 : 7