المطهر

 

 يعلّم بعض الناس أن المطهر هو المكان الذي تتعذب فيه أرواح الأموات لفترة من الزمن لتطهيرها من بقايا الخطايا الغير مميتة التي اقترفها الإنسان قبل موته , فالمطهر إذا حسب اعتقادهم هو مكان عقاب مؤقت للأرواح قبل دخولها السماء . إن كلمة مطهر لا وجود لها في الكتاب المقدس , وعقيدة المطهر لا تعلمها كلمة الله , فقد دخلت الى عقول بعض الناس ( وليس الى المسيحية ) من الوثنية , فالكتاب المقدس يتكلم بوضوح عن مكانين في العالم الآخر, هما : السماء والجحيم أو الجنة والنار , ولا ثالث لهما . فلو أن المطهر موجود حقا , لكان المسيح ذكره في تعليمه أو حتى التلاميذ والرسل في رسائلهم, وصمتهم عن ذكره برهان على عدم وجوده .

إن عقيدة المطهر لم تبدأ إلا بعد المسيح ب 600 سنة ولم تقرر كإحدى عقائد روما إلا عام 1439 م . وهذه العقيدة هي انكار لعمل المسيح الكفاري على الصليب , فكلمة الله تصرّح أن التطهير من الخطية يتم في هذه الحياة وليس بعد الموت وبواسطة دم المسيح المسفوك على الصليب , لا بالنار ولا بالصلوات ولا بالقداديس.  والصلاة من أجل الموتى عمل خاطىء لأنها تتناقض مع كلمة الله , فسليمان الحكيم في سفر الجامعة 9: 5 يقول ( لأن الأحياء يعلمون انهم سيموتون أما الموتى فلا يعلمون شيئا وليس لهم أجر بعد لأن ذكرهم قد نسي ومحبتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت منذ زمان ولا نصيب لهم بعد الى الأبد في كل ما عمل تحت الشمس ) وأيضا لأنها تحط من قيمة تعليم وانذارات المسيح بضرورة التوبة والرجوع عن الخطية وقبوله مخلصا في هذه الحياة, وقبل الموت, والكتاب المقدس كله يعلمنا أن فرصة التوبة والرجوع الى الله متوفرة في هذه الحياة فقط .

 بدأ من نوح الذي طلب من الناس أن تدخل معه الى الفلك لكي ينجوا من الطوفان , لكن الحيوانات دخلت والبشر لم يدخلوا , ولما أغلق الرب باب الفلك أنتهى الأمر وهلك الجميع , هل صلى نوح لهؤلاء الناس , كلا , هل صلى المسيح لأجل الناس الذين ماتوا وهم خطاة . كلا , هل صلى التلاميذ من أجل يهوذا الخاطي الذي باع سيده وهل علّموا في الرسائل عن هذا الأمر , كلا , بل على العكس تماما , فبولس كتب في رسالته الثانية الى أهل كورنتوس ولنا أيضا ,  2كورونثوس 6 : 2 هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص.

وفي سفر العبرانيين يقول الوحي, عبرانيين 3 : 15 ( اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم )  وسوف يأتي يوم يغلق الباب كما حصل مع نوح , وفي إنجيل يوحنا 3 : 14 يقول المسيح ( وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ... الذي يؤمن به لايدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد ) إذا حسب تصريح المسيح هنا , المؤمن بعد الموت سيذهب الى السماء ويأخذ الحياة الأبدية كما حصل مع اللص الذي كان معلقا بجانب المسيح على الصليب والذي آمن به قال له المسيح اليوم تكون معي في الفردوس ولم يقل له ستذهب بعض الوقت الى المطهر وستتطهر من خطاياك ثم تأتي إلي ,  بل قال له : اليوم تكون معي في الفردوس . وعندما يموت غير المؤمن من العبث والخطأ أن نصلي من أجله لأنه حسب كلام المسيح هنا قد دين وهلك وانتهى الأمر , لأنه رفض فداء المسيح قبل الموت . قد يقول البعض الله محبة وهو لن يترك الناس تذهب الى جهنم , صحيح , لذلك أرسل يسوع المسيح مخلصا لنا لكي لانهلك ( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) وايضا قال ( لا أحد يأتي الى الآب إلا بي ) فهو المخلص الوحيد . فمن يؤمن به يذهب الى السماء ومن يرفضه يذهب الى جهنم , ولايوجد مكان ثالث  والمطهر من اختراع البشر . 


 

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية