الرب هو الله


لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد, اعمال 17: 28

الذات الإلهية شاءت إظهار تعبيرها الأزلي في شخص الإبن , الذي - اي الابن, الكلمة - هو بهاء المجد الإلهي ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته. فبعدما عمل العالمين, استمر حاملا كل الاشياء بكل دقة وعظمة ورحمة.

فيا لقدرة الله في البقاء في سمو عظمته اللا محدودة, وتدخله المباشر في خلق الكون والانسان والاعتناء بخليقته بكل حكمة ورحمة, وهو الحكيم الرحيم.

ولكن كيف يكون الله واحدا ويكون تعبيره مجسدا في شخص الإبن او الكلمة وتكون الذات هي الآب, وتكون الحياة هي الروح القدس ? وكأن الله ثلاثة اشخاص ?

والجواب هو: "حاشا لله ان يكون ثلاثة آلهة". فالله واحد لا إله سواه, لكنه مثلث الصفات الذاتية الجوهرية الأقنومية, فهو الذات والتعبير والحياة, او الآب والإبن والروح القدس .

وكما ان الله محبة, فهو بذاته المحب (الآب), وهو بتعبيره المحبوب (الابن), وهو بحياته سرّ ورباط المحبة (الروح القدس ) .

فالله واحد, جوهر واحد, بصفات ذاتية ثلاثة أما كيف ذلك ? فيجيبنا النبي أيوب بقوله: " فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك, او كلّم الارض فتعلّمك ويحدثك سمك البحر, من لا يعلم من كل هؤلاء ان يد الرب صنعت هذا? ...عنده الحكمة والقدرة, المشورة والفطنة, عنده العز والفهم..." ايوب 12: 7 - 13.

ويجيبنا سفر الامثال فنقرأ: "انا الحكمة, أسكن الذكاء لي المشورة والرأي, أنا الفهم لي القدرة... عندي الغنى والكرامة, في طريق العدل أتمشى..." امثال 8: 12 - 20

فكيف مارس الله صفاته هذه في الأزل, قبل خلق الملائكة والبشر? هل كان صامتا, لا يأتي برأي وهو الرأي ? لا يقوم بمشورة وهو المشورة ? لا يعمل شيئا وهو القدرة ? لا يحب احدا وهو المحبة الأزلية?

وإنما الله مكتفي في ذاته حي بروحه معبّر بكلمته الأزلية,اي ان الله مكتفي في الآب والابن والروح القدس . حتى لنسمع ما جاء في سفر النبي ايوب: "هل تنصّت في مجلس الله"? ايوب 15: 8 . فهل الله مجلس , يتشاور مع ذاته ويعبّر عن رأيه وينفّذ بروحه? وكما لا يحتاج الله الى اي من مخلوقاته, سواء ملائكة او بشر ... ليتشاور معه بحكمته الأزلية وفهمه وذكائه ورأيه وعزه وقدرته فهو إنما في ثالوث أقانيمه الأزلي, يفكر ويعبر ويقرر, لانه مكتوب : "لأنه من وقف في مجلس الرب ورأى وسمع كلمته? من اصغى لكلمته وسمع"? ارميا 23: 18, فالله مكتف في ذاته معبر بكلمته حي وعامل بروحه, والله واحد, لا ثلاثة آلهة متفقين او متحدين, ولا اكثر من ثلاثة أقانيم جوهرية ذاتية. وليس الله مجلسا مجموعا مركبا, بل جوهر واحد في أقانيمه الثلاثة. ليس الله ثالث ثلاثة ,إذاخطأ المشركون وضل الفاسقون , بل الله واحد في صفاته او صلاته الكيانية الثلاثة, وهذه الثلاثة هي في الجوهر الواحد.ومع ان هذا الكيان يفوق العقل البشري, إلا انه ليس ضد العقل, بل فوق العقل, وهذا هو المعقول, لانه إن لم يكن الله فوق عقولنا لما كان الله. ألعلنا نريد ان نخضع الله في جوهره وأقانيمه الثلاثة, لعملية حسابية بحسب عقولنا البشرية, حتى نقول أنه من غير المعقول ان يساوي الواحد ثلاثة والثلاثة واحدا?!

بل الله واحد وهو لا يحد بالأعداد, فهو قبلها وبعدها, ولا يخضع لقانون الجمع والطرح والقسمة والضرب.

وإن أعلن عن نفسه في الوحي المقدس , أنه يتواجد في عشرة أمكنة او اكثر في آن واحد, ألعله صار عشرة آلهة او اكثر ? او ألعله في مكان واحد هو الله, بينما في الأمكنة الأخرى هو صور متعددة لله?

لكنه يعلن لنا في وحيه المقدس أنه واحد أحد بأقانيمه الثلاثة, والله لا يحده المكان ولا تعده الأصابع! وإن كان قد أعلن عن ذاته في الوحي المقدس أنه واحد في ثلاثة أقانيم, ألعلنا نغالطه في حساباته, بحسب جدول الجمع في حساباتنا البشرية? والله لا تعده الارقام ولا تحسبه العقول! فالله يتشاور مع الله ويقرر الله أن يعمل ما تشاور الله مع الله على تنفيذه! كيف ذلك? ويأتي الجواب مما قالته الأشعرية عن ان صفات الله هي عين ذاته وغير ذاته, ومنزلة بين المنزلتين. وما أوتيتم من العلم ألا قليلا!

والله يحب الله بروح المحبة الإلهية في الازل, دون ان يكون انانيا, لان المحبة مكتفية بذاتها وتعبيرها وروح حياتها, والله محبة!

* والله يفكر في أعماله, والله يقرر اعماله, والله يعمل ما قرره وفكر ان يعمله. كما نجد تماما في نبوة اشعياء 34 :16و17 "فتشوا في سفر الرب واقرأوا. واحدة من هذه الخلائق لا تفقد... لأن فمه هو قد امر, وروحه هو جمعها".

ففكر الرب معلن في سفره او وحيه المكتوب, بانه قد خلق العالم, وفم الرب قد امر بحفظ الخليقة حتى لا تفقد واحدة منها , وروح الرب قد جمع الخليقة وحافظ عليها.

هذه صورة واضحة عن الثالوث في أقانيمه الواحد في جوهره وعمله وهدفه. فالآب هو المفكر والخالق, والإبن - الكلمة هو الآمر والحافظ والحامل الخليقة بقدرته, والروح القدس هو المنفّذ والجامع والممسك بدفة الكون وحياة الخليقة.

فيا لهذا المجلس الإلهي السامي العظيم الواحد, غير الموصوف تماما وكمالا بلغة البشر! ويا لسمو جوهر الله وذاته وصفاته الجوهرية التي لا شريك له او معه بها!

* أقانيم الله الواحد أزلي ; فالله يتكلم , والله يسمع كلامه, والله يعمل ما تكلّم به الله وسمعه. وهذا ما يفسّر ما جاء في نبوة اشعياء 6: 8 - 10 , حين كان الله في مجلس أقانيمه يتشاور ويسأل ويجيب: "ثم سمعت اي سمع اشعياء صوت السيّد قائلا: من ارسل ومن يذهب من اجلنا? فقلت: هأنذا أرسلني. فقال: اذهب وقل لهذا الشعب, اسمعوا سمعا ولا تفهموا وأبصروا إبصارا ولا تعرفوا. غلظ قلب هذا الشعب, وثقّل أذنيه, واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى! "

فقد سأل الله: "من ارسل, ومن يذهب من أجلنا," منتقلا من صيغة المفرد في "من ارسل" الى صيغة الجمع في "من اجلنا" , دليل على الحديث الإلهي الداخلي العميق والمشاورة والسؤال والجواب في مجلس أقانيم الله. فكان الجواب, مع انه بحسب الظاهر من النبي اشعياء, لكن بحسب الواقع والتحقيق كان بواسطة اقنوم الكلمة - الابن, الذي في تجسّده في السيد المسيح , اتم قرار المشورة الإلهية, حيث نقرأ في انجيل مرقس 4: 12 أن السيد المسيح هو الذي حقق نبوة اشعياء في ذلك الشعب الأعمى والأصم والغليظ القلب.

ولو قرأنا ما جاء في انجيل يوحنا 12: 37 - 43 لأدركنا ان تجسّد كلمة الله الأزلي في المسيح, هو الذي تكلّم عنه اشعياء في نبوته, بانه سيظهر للشعب ولن يروه بعيونهم على حقيقته, وسيكلّمهم ولن يقبلوه بقلوبهم الغليظة, ولن يرجعوا اليه ليشفوا.

فقد كتب اشعياء ذلك حين رأى مجد الله السيد جالسا على الكرسي العالي وهو يملأ الهيكل, وقال اشعياء ما قاله, حين سمع, بعون الله له, ما كان يدور في أعماق المجلس الإلهي الثالوث القدوس الواحد, وحين سمع الملائكة ينادون:

"قدوس قدوس قدوس , رب الجنود مجده ملء كل الارض !"

(اشعياء 6: 1 - 10) وإذ سمع اشعياء كلام الله ورآه, بعون الله, قال: "ويل لي ... لأن عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود!" فقال الوحي في انجيل يوحنا 12: 41و42 , أن اشعياء قد رأى مجد الابن الازلي, وتكلم عن تجسّده في المسيح, الذي آمن به كثيرون من رؤساء الشعب, غير أنهم لسبب الفريسين ومعلمي الدين اليهود, لم يعترفوا به, لأنهم لم يحبوا مجد الله (الذي رآه اشعياء بالنبوة في المسيح) وحده فوق كل مجد الناس .

أما الوحي في اعمال الرسل 28: 25 - 27 , فيؤكد أن معطي النبوة لإشعياء كان الله بروحه القدوس , إذ نقرأ: "كلم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي قائلا: اذهب الى هذا الشعب..." أما الوحي في سفر التثنية 29: 4 فيؤكد أن الذي حقق هذا الوضع في الشعب الغليظ القلب والفهم والمغمض العينين, هو الرب - يهوه - .

فنستدل من هذا التأمل الموجز, بأن الله الواحد في ثالوثه ومجلس أقانيمه قد تكلّم وأمر وحقق مشورته, وهو أتم نبوته لإشعياء الذي شهد عن مجد ثالوث الله الواحد, في مناداة الملائكة:

"قدوس قدوس قدوس رب الجنود..."

الله لا يخضع لحسابات البشر

لقد اعلن الله لعبيده الانبياء قبسا من مجده ونور ذاته البهي, على قدر استطاعة إدراك المؤمن, بعون الله وعمل روحه الصالح. وما أعلن الله لإشعياء النبي كان واضحا له, كما ولكل باحث مخلص في التقرب الى الله والى فهم إعلاناته عن ذاته في الوحي المقدس

. لقد قدَّر الله اشعياء ان يراه في الهيكل الممتلئ من مجده, بعد ما أسمعه مشاورات المجلس الإلهي العظيم, وبعدما استوعب مناداة الملائكة:

"قدوس قدوس قدوس رب الجنود,مجده ملء كل الارض ."

كان اشعياء ينمو في فهم جوهر الله الواحد, الثالوث المقدس , من خلال اعلانات الوحي المقدس. فنجد في سفره وفي الاصحاح الثالث والستين, مقابلة اخرى لله مع نبيه اشعياء, الذي دون لنا ما أعلنه الله له عن ذاته, فنقرأ, ويتساءل اشعياء:

"من ذا الآتي من ادوم بثياب حمر, من بصرة? من

هذاالبهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته ?"- فيأتيه الجواب -"اناالمتكلم بالبر ,العظيم للخلاص !" حتى لنقول: "ومن هو العظيم للخلاص إلا الله, ومن هو صاحب كلام البر إلا الهنا?" نتأكد من ذلك في متابعةالحديث, ويسأل اشعياء:

"ما بال لباسك محمّر, وثيابك كدائس المعصرة?"

ويجيبه الله المتكلم: "قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب (اي البشر) لم يكن معي احد. فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي, فرش عصيرهم(اي دماؤهم) على ثيابي فلطخت كل ملابسي, لأن يوم النقمة في قلبي وسنة مفديّي قد اتت. فنظرت ولم يكن معين, وتحيّرت إذ لم يكن عاضد. فخلصت لي ذراعي وغيظي عضدني".

لقد كان الله هو المتكلم مع النبي اشعياء, إذ ليس غيره القادر أن يدين البشر, ويدوس معصرة الغضب الألهي من الشرّ, وإذ ليس غيره الذي يعدّ يوم النقمة ويؤتي مفديّيه الى الراحة, وإذ ليس غير الله الذي نظر فلم يكن من مخلّص ولا شفيع ولا عاضد, فتدخل بذراعه وبغضبه وغيظه, كما نقرأ تماما في اشعياء 59: 15 - 20 "فرأى الرب (يهوه) وساء في عينيه أنه ليس عدل, فرأى أنه ليس انسان, وتحيّر من انه ليس شفيع, فخلّصت ذراعه لنفسه وبرّه هو عضده, فلبس البرّ وخوذة الخلاص , ولبس ثياب الانتقام... حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا...ويأتي الفادي ...الىالتائبين عن المعصية, يقول الرب (يهوه)".

فالله هوالذي تقابل مع اشعياء باللباس البهي, متكلما بالبر, عظيما للخلاص , جامعا لمفديّيه, منتقما سخطا من مبغضيه, دائسا معصرةالغضب الإلهي وحده, بقدرته وعظمته.

ولو انتقلنا الى سفر الرؤيا للرسول يوحنا : 11 - 16: 19, لرأينا ان الله الذي تقابل مع النبي اشعياء هو كلمة الله , او الابن المتجسّد, المتكلم بالبر "الذي يدعى امينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب, وهو متسربل بثوب مغموس بدم, ويدعى اسمه كلمة الله, وهو يضرب الامم, وهو يرعاهم بعصا من حديد, وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء وهو الذي له على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الارباب" .

لكن وحي الله لإشعياء النبي في الاصحاح 63 , تكلم عن الله - الروح القدس - الذي يدين الشرّ ويحاربه, والذي يرحم البشر التائبين ويريحهم, حيث نقرأ في اشعياء 63: 10 - 14 "ولكنهم تمردوا واحزنوا روح قدسه, فتحول لهم عدوا وهو حاربهم... اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه... كبهائم تنزل الى وطاء, روح الرب اراحهم".

فقد آمن اشعياء وكتب وحي الله, والمتعلق بأقنوم الروح القدس الذي يحزن لتمرد البشر عليه, والذي يتحول ويحارب الشر والاشرار, والذي يعود ويسير في وسط الشعب التائب, ويأتي بهم الى وطاء وسهل ليريحهم ويقودهم الى السلام والراحة.

وكما آمن اشعياء بكلمة الله المتجسد والمتكلم معه بالبر والخلاص كما وبالنقمة والغضب والدينونة, وكما آمن ايضا بالروح القدس الذي يقود الشعب ويعطيه الراحة, ويدين ويحارب المتمردين, آمن اشعياء ايضا بالله الآب الذي يغضب بسبب الشر ويرحم بسبب البر, فنقرأ في اشعياء 63: 15 - 16

"تطلّع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك, اين غيرتك وجبروتك? زفير احشائك ومراحمك نحوي امتنعت?! فانك انت ابونا وان لم يعرفنا ابراهيم وان لم يدرنا اسرائيل, انت يا رب ابونا وليّنا منذ الابد اسمك".

وايضا في اشعياء 64: 8 "والان يا رب انت ابونا, نحن الطين وانت جابلنا, وكلنا عمل يديك".

وهكذا نرى ان الله قد اعلن للنبي اشعياء عن نفسه انه الكلمة المتجسّد, والروح القدس القائد, والآب الخالق والسيّد.

نعم, فثالوث الله القدوس واحد, لان الله واحد في أقانيمه الثلاثة, وذلك فوق اعتبارات البشر

وحساباتهم. فالثلاثة في الله واحد, والواحد عنده

لا بداية له ولا نهاية. اي السرمدية زائد السرمدية زائد السرمدية يساوي السرمدية!

فهل نغالط الله في حسابه السامي, ان اعلن عن نفسه انه واحد في ثلاثة أقانيم في نفس الوقت ? فالذات الإلهية سرمدية, والتعبير الإلهي سرمدي, والحياة الابدية سرمدية, اي ان الآب سرمدي والابن سرمدي والروح القدس سرمدي ,والآب والابن والروح القدس ليسوا ثلاثة آلهة, بل الله الواحد السرمدي:

الله الآب و الله الابن و الله الروح القدس هو الله !

لم يعلن الله انه اقنومان سرمديان ولا اربعة أقانيم سرمدية او اكثر, بل انه: الآب (ذات الوجود), والابن (الكلمة اوالتعبير) , والروح القدس (روح الحياة . وهذا الاعلان واضح وسائد في كل اسفار الوحي المقدس .

فالله هو الآب والعقل المفكر والخالق, والابن الكلمة الآمر الناطق, والروح القدس العامل القادر الصادق. والله واحد في صفاته الذاتية المثلثة, وما حد الله عقل ولا فكر وما عبّر عن الله كلام ولا امر, وما فسّر الله عمل ولا بشر. فلا نغالطن الله في حسابه السرمدي في ثالوث أقانيمه ووحدانيتها , فان كان يوم واحد عند الرب كالف سنة والف سنة كيوم واحد ألعله لا يقدر ان يكون واحدا في ثلاثة أقانيم سرمدية? فالآب والابن والروح القدس واحد, ولهم اسم واحد: هو الله , (رسالة بطرس الثانية 3: 8 , يوحنا الاولى5: 7 , انجيل يوحنا 10: 30 , متى 28: 19).

والله الآب ازلي ابدي, سرمدي, فان اعلن عن نفسه انه الذات السرمدية والآب السرمدي, فلمن هو آب سرمدي, الا للابن السرمدي, الذي هو تعبير الذات السرمدية?

وان كان الآب والابن سرمديين في الذات الإلهية وتعبيرها, فروح حياة الذات والتعبير, الآب والابن, انما سرمدي قدوس متحد بهما, بما لا يصفه عقل ولا كلام.

لقد اعلن الله عن نفسه في وحي الكتاب المقدس , فما نحتاجه هو ان ندرس آياته الكريمة, لنقف على الحقيقة العظيمة, فنؤمن بها لنكون من الظافرين المباركين .

الثالوث الاقدس في الوحي المقدس

في درسنا لآيات الله المقدسة, نجد اعلاناته عن نفسه وصفاته اللاهوتية في ذاته وتعبيره وروحه, كما واعماله الإلهية التي لا يشاركه احد بها. فكيف نرى الثالوث الاقدس في الوحي المقدس ? ان حاجتنا الاولى هي ان نضع امامنا آيات الله لنؤمن بها

1 - الله ازلي:

* الله الآب الذات: مزمور 90: 2 "من قبل ان تولد الجبال او ابدأت الارض والمسكونة منذ الازل الى الابد, انت الله"; تيطس 1: 2 "على رجاءالحياة الابديةالتي وعد بها الله المنزّه عن الكذب, قبل الأزمنة الأزلية."

* الابن المسيح الكلمة: ميخا 5: 2 "اما انت يا بيت لحم أفراتة, وأنت صغيرة عن ان تكوني بين الوف يهوذا, فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطا على اسرائيل, ومخارجه منذ القديم, منذ ايام الأزل." بالمقارنة مع متى 2: 5 و6 "...أين يولد المسيح? فقالوا له: في بيت لحم اليهودية لآنه هكذا مكتوب بالنبي (ميخا): وأنت يا بيت لحم ارض يهوذا, لست الصغرى بين رؤساء يهوذا,لأن منك يخرج مدبّر يرعى شعبي اسرائيل."

يوحنا 17: 5 "والآن مجّدني انت ايها الآب عند ذاتك, بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم".

يوحنا 17: 24 "... لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك احببتني قبل إنشاءالعالم" المحبة الأزلية.

يوحنا 1:1 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عندالله وكان الكلمة الله". أماالبدء فهوالنشأة, اول الحال, قبل كل شيء. فالكلمة كان في الله في الازل, وكان عنده وكان الكلمة الله معبّرا. كولوسي 1: 17 "الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل". قبل كل شيء = قبل كون العالم = قبل إنشاء العالم = اي قبل الزمان والمكان والمادة! (وفي بطرس الأولى 1: 19و20 المسيح قبل تأسيس العالم). تيموثاوس الثانية 1: 9 "... النعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية."

امثال 8: 23 "منذ الأزل مسحت منذ البدء, منذ اوائل الارض ", مع كورنثوس الاولى 2: 7و8 "الحكمة المكتومةالتي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا التي لم يعلمها احد من عظماء هذا الدهر لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد".

* الروح القدس : عبرانيين 9: 14 " فكم بالحري يكون دم المسيح, الذي بروح ازلي قدم نفسه لله". فالله بذاته وتعبيره وروحه ازلي, وقد اعلن لنا عن ذلك لنرتبط به فنحيا معه في الخلود.

2 - الفاحص الكلى والقلوب والاعماق:

* الله الآب الذات: مزمور 7: 9 "...فان فاحص الكلى والقلوب الله البار", ارميا 17: 10 "انا الرب فاحص القلب مختبر الكلى ..." امثال 17: 3 "...ممتحن القلوب الرب", مزمور 139 مع ارميا 12: 3 "يا رب عرفتني رأيتني واختبرت قلبي..."

* الابن المسيح الكلمة: رؤيا 2: 18و23 "هذا يقوله ابن الله ...فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب", تسالونيكي الاولى 2: 5 مع غلاطية 1: 10 "لا كأننا نرضي الناس بل الذي يختبر قلوبنا هو الله في المسيح فلو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح ".ونريد رضاه لا رضى الناس فالذي يختبر قلوبنا الله الذي نحن له عبيد.

* الروح القدس : كورنثوس الاولى 2: 10 "...

لان الروح يفحص كل شيء, حتى اعماق الله" فالله بذاته وتعبيره وروحه هو فاحص كل شيء.

3 - الحق:

* الله الآب الذات: ارميا 10:10 "اما الرب الإله فحق, هو اله حي وملك ابدي , يوحنا 7: 28 "...الذي ارسلني هو حق..."

* الابن المسيح الكلمة: يوحنا 14: 6 "انا هو الطريق والحق والحياة", يوحنا الاولى 5: 20 "ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح: هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية"

* الروح القدس : يوحنا الاولى 5: 6 "والروح هو الذي يشهد لان الروح هو الحق".يوحنا 14: 17و15: 26 "...روح الحق..." فالله بذاته وتعبيره وروحه هو الحق .

4 - ينبوع الحياة:

* الله: ارميا 17: 13 "...تركوا الرب ينبوع المياه الحية" رؤيا 21: 5و6 "وقال الجالس على العرش ...انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا", مزمور 36: 9 "لان عندك ينبوع الحياة..."

* الابن المسيح: يوحنا 4: 14 "ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه انا فلن يعطش الى الأبد, بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية" , رؤيا 7: 17 "لان الخروف (الابن) الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية...", رؤيا 22: 16و17 "انا يسوع... ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا", يوحنا 7: 37 "...ان عطش احد فليقبل اليّ ويشرب".

* الروح القدس :يوحنا 7: 38 "من آمن بي(بالابن), كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي, قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لأن الروح القدس ...", اشعياء 44: 3 "لأني اسكب ماء على العطشان ...أسكب روحي على نسلك..."

* 5 - المجازي والديان:

* الله: اشعياء 59: 18 "حسب الاعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا...جزاء يجازي الجزائر",اشعياء 40: 10 "هوذا السيد الرب بقوة يأتي وذراعه تحكم له هوذا أجرته معه وعملته قدامه," مزمور 50: 6 "وتخبر السموات بعدله, لأن الله هو الديّان ." تثنية 32: 36 " لأن الرب يدين شعبه..." مزمور 5: 10 "دنهم يا الله..." صموئيل الاول 2: 10 "الرب يدين اقاصي الارض ..." رومية 2: 5و6 "...دينونة الله العادلة الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله".

* الابن المسيح:يوحنا 5: 22 "لأن الآب لا يدين احدا بل قدأعطى كل الدينونة للابن"تيموثاوس الثانية 4: 1"...والرب يسوع المسيح العتيدان يدين الاحياء والأموات عند ظهوره وملكوته", عبرانيين 10 : 29-31 فكم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة, فإننا نعرف الذي قال: لي الانتقام انا اجازي يقول الرب, وايضا الرب يدين شعبه, مخيف هو الوقوع بين يدي الله الحي". رومية8: 34 " من هوالذي يدين?:المسيح ..."

* الروح القدس : يوحنا 16: 8 "ومتى جاء ذاك (المعزي الروح القدس )يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة...وأما على خطية فلأن رئيس هذا العالم قد دين", لوقا 12: 10 "...وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له."(اي يدان).

* 6 العالم بكل شيء:

* الله: يوحنا الاولى 3: 20 "لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء".

* الابن المسيح: يوحنا 16: 30 "الآن نعلم انك عالم بكل شيء..." يوحنا 21: 17 "...فقال له يا رب انت تعلم كل شيء..." يوحنا 4: 16 - 18و25و29: "...المسيح يأتي...يخبرنا بكل شيء...قال لي كل ما فعلت...",(يوحنا 1: 47و48و49)

* الروح القدس : مزمور 139: 6و7 "عجيبة هذه المعرفة...اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب?", يوحنا 14: 26 "واما المعزي الروح القدس ...فهو يعلمكم كل شيء..." كورنثوس الاولى 2: 11 "...أمور الله لا يعرفها احد إلا الروح الله.", اشعياء 40: 13 "من قاس روح الرب ومن مشيره يعلمه" ?!.

* 7 - الرب الله:

* الله الآب: ملوك الاول 18: 39 "...الرب هو الله..", تكوين 2: 7 "الرب الإله...", افسس 1: 3"مبارك الله ابو ربنا..."

* الابن المسيح: يوحنا 20: 28 "قال له ربي وإلهي." بطرس الثانية 1:1 "...ببر الهنا والمخلص يسوع المسيح", يوحنا 1:1 "...والكلمة هو الله", كورنثوس الاولى 8: 6 "...رب واحد يسوع المسيح." بطرس الثانية 1: 11 "...الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح."

* الروح القدس : كورنثوس الثانية 3: 17و18 "واما الرب فهو الروح ...من الرب الروح." يوحنا 4: 24 "الله روح..."

* 8 - المعلم الصالح الوحيد:

* الله: متى 19: 17 "ليس احد صالحا إلا واحد وهو الله", ايوب 36: 22 "هوذاالله يتعالى بقدرته, من مثله معلما"?!

* الابن المسيح: يوحنا 10: 11 "انا هو الراعي الصالح...", يوحنا 13: 13و14 "انتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني انا كذلك, فإن كنت وأنا السيد والمعلّم...", متى 23: 8و10 "لأن معلمكم واحد: المسيح..."اشعياء48: 17" فاديك.. . معلّمك".

* الروح القدس : نحميا 9: 20 "واعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم..." يوحنا 14: 26 "...يعلّمكم كل شيء", لوقا 12: 12 لأن الروح القدس يعلّمكم", يوحنا الاولى 2: 27 "...كما تعلمكم المسحة عينها كل شيء وهي حق...".

* 9 - كلي الوجود (موجود دائما في الوسط):

* الله:اشعياء52: 12 "...لأن الرب سائرامامكم", صفنيا 3: 17 "الرب الهك في وسطك جبار يخلّص ...", ارميا 23: 24 "أما أملأ السموات والأرض ?"

* الابن المسيح: متى 18: 20 "لأنه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم", متى 28: 20 "...وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر", افسس 1: 23 "...الذي يملأ الكل في الكل".يوحنا 3: 13 "ليس احد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء, ابن الانسان الذي هو في السماء",

* الروح القدس : حجي 2: 5 "...وروحي قائم في وسطكم, لا تخافوا", اشعياء 63: 11 "...جعل في وسطهم روح قدسه.", مزمور 139: 7 - 10 "اين اذهب من روحك?...إن صعدت الى السموات...إن فرشت في الهاوية...إن اخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر... (فأنت هناك)."

10 - المعزي الوحيد:

* الله: كورنثوس الثانية 1: 3و4 "مبارك الله... إله كل تعزية الذي يعزّينا..." اشعياء 51: 12

"أنا أنا هو معزيكم..."

* الابن المسيح: كورنثوس الثانية 1: 5 "... بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا", تسالونيكي الثانية 2: 16و17 "وربنا نفسه يسوع المسيح والله أبونا يعزّي (وليس يعزّيان) قلوبكم ويثبتكم...".

* الروح القدس : يوحنا 14: 26 و15: 26 "واما المعزّي الروح القدس ...ومتى جاء المعزّي...روح الحق...".

* 11- الشفيع الوحيد والمخلص :

* الله: اشعياء 59: 16 و43: 11 "فرأى الرب انه ليس انسان وتحيّر من انه ليس شفيع, فخلّصت ذراعه لنفسه... أنا أنا الرب وليس غيري مخلّص ".

* الابن المسيح: يوحنا الاولى 2: 1 "لنا شفيع عند الآب: يسوع المسيح البار ", عبرانيين 7: 25"...يقدر ان يخلّص الى التمام الذين يتقدمون به الى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم." رومية 8: 34 "...المسيح هو...يشفع فينا." تيموثاوس الاولى2: 5 لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس : الانسان يسوع المسيح".

* الروح القدس :رومية 8: 26 "وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا...ولكن الروح نفسه يشفع فينا..." والآية27: (الروح)الذي يفحص القلوب يعلم...لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين".

* 12 القدوس مقدس الانسان:

* الله: لاويين 11: 44 "اني انا الرب الهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس ." بطرس الاولى 1 :15و16 "نظير القدوس الذي دعاكم...كونوا انتم ايضا قديسين لأني أنا قدوس ," اشعياء 6: 3 ورؤيا 4: 8 "قدوس قدوس قدوس ..."

* الابن المسيح: رؤيا 3: 7 هذا يقوله القدوس..." رؤيا 15: 3و4 "...ترنيمة الخروف قائلين: ... يا ملك القديسين...لأنك وحدك قدوس ...", لوقا 35: 1"... القدوس المولود منك يدعى ابن الله." اعمال الرسل 13: 14 "...انكرتم القدوس البار..".

* الروح القدس :روح القداسة: رومية1: 4 , روح الله القدوس : افسس 4: 30

13 - القادر على كل شيء:

* الله: تكوين 17: 1 "أنا الله القدير", رؤيا 4: 8 " قدوس الرب الإله القادر على كل شيء", ارميا32: 17و27 "لا يعسر عليك شيء "ايوب 42: 20 "تستطيع كل شيء".

* الابن المسيح: رؤيا1: 8و11و17و18 ,و11: 15 - 18 "الأول والآخر, الألف والياء, القادر على كل شيء, أخذت قدرتك العظيمة وملكت", عبرانيين 1: 3"حامل كل الأشياء بكلمة قدرته",رؤيا 5: 12 "مستحق هوالخروف المذبوح أن يأخذ...القوة والقدرة", اشعياء 9: 6 "ويدعى اسمه...إلها قديرا", بطرس الثانية 1:1 - 3 "عبد يسوع المسيح...كما ان قدرته الإلهية."

* الروح القدس : اشعياء 11: 2 "روح المشورة والقوة", اشعياء 40: 13 "من قاس روح الرب ?!" ميخا 2: 7 هل قصرت روح الرب"?! ميخا 3: 8 لكنني أنا ملآن قوة روح الرب وحقا وبأسا", رومية 15: 19 "بقوة آيات وعجائب, بقوة روح الله",(مزمور 72: 18 "مبارك الرب الله...الصانع العجائب وحده, مع مزمور 77: 14), زكريا 4: 6 "لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود.".

14 - الخالق :

* الله تكوين 1:1 في البدء خلق الله السموات والارض ", والآية 27 "فخلق الله الإنسان ...", اشعياء 42: 5و43: 1و7 و44: 24 و45: 7و12و18 "الله الرب خالق السموات باسط الأرض , معطي الشعب نسمة وروحا, خالقك جابلك, فديتك دعوتك, خلقته جبلته صنعته, فاديك جابلك أنا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي, باسط الارض من معي ? مصور النور خالق الظلمة أنا الرب صانع كل هذه, أنا صنعت الارض خلقت الانسان, خالق السموات هو الله مصور الارض , صانعها."

* الابن المسيح: يوحنا 1: 3 كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان, كولوسي 1: 16و17 "فانه فيه خلق الكل, ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى... الكل به وله قد خلق, الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل ", امثال "30-23: 8 منذ الازل مسحت, قبل الارض والغمر والينابيع والجبال والتلال والبراري لما ثبّت السموات كنت هناك أنا (الحكمة)... كنت عنده صانعا (كل شيء)...", مزمور 33: 6 "بكلمة الرب صنعت السموات ..."

* الروح القدس :ايوب 33: 4 "روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني", مزمور 33: 6 بكلمة الرب صنعت السموات, وبنسمة فيه (بروحه) كل جنودها", مزمور 104: 24و30 "ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت, ملآنة الارض من غناك... ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض ".

* 15 - صاحب المشورة الإلهية القادرة:

* الله: ارميا 32: 18و19 "الإله العظيم الجبار, رب الجنوداسمه, عظيم في المشورة قادر في العمل".

* الابن المسيح:اشعياء 9:6 "ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا", رؤيا 3: 18 "اشير عليك ..."

* الروح القدس : اشعياء 11: 2 "روح المشورة والقوة" (مع اشعياء 40: 13و14).

* 16 - الحي المحيي:

* الله: يوحنا 6: 57 "الآب الحي" يوحنا 5: 21 "الآب يقيم الاموات ويحيي" تيموثاوس الاولى 6: 17 "الله الحي " .

* الابن المسيح: رؤيا 1: 18 الحي وها انا حي الى ابد الآبدين" يوحنا 5: 21 " كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء," متى 16: 16 " انت هو المسيح ابن الله الحي"يوحنا 11: 25 "انا هوالقيامة والحياة."

* الروح القدس : كورنثوس الثانية 2: 3و6 "بروح الله الحي, الروح يحيي" يوحنا 6: 63 "الروح هو الذي يحيي " .

* 17 - صاحب الراحة الإلهية:

* الله: مزمور2: 2 "الى مياه الراحة يوردني", عبرا نيين 4: 1 - 11 "وعد بالدخول الى راحته... ندخل الراحة... لن يدخلوا راحتي... بقيت راحة لشعب الله... الذي دخل راحته استراح"

* الابن المسيح: متى 11: 28 "تعالواالي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم."

* الروح القدس : اشعياء 63: 14 "...روح الرب اراحهم".

* - معطي الحكمة والكلام الإلهي (الوحي):

* الله: ارميا1: 7 - 9 "تتكلم بكل ما آمرك به, انا معك, جعلت كلامي في فمك", عبرانين 1: 1و2 "الله بعدما كلم الآباء بالانبياء...كلمنا في ابنه...", خروج 4: 12 "اذهب وانا اكون مع فمك, واعلمك ما تتكلم به"; (2 تيموثاوس 3: 16).

* الابن المسيح: كورنثوس الثانية 13: 3"المسيح المتكلم في", لوقا 21 : 15 "لأني انا اعطيكم فما وحكمة, لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها".

* الروح القدس : لوقا 12: 12 "لأن الروح القدس يعلّمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه" متى10: 20 "لان لستم انتم المتكلمين, بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم", بطرس الاولى 1: 10و11 "روح المسيح الذي في (الانبياء), اذ سبق فشهد...", بطرس الثانية 1: 20و21 "كل نبوة الكتاب...تكلّم اناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس ".

* 19 - الذي يسكن في المؤمنين:

* الله: يوحناالاولى 4: 13 - 16 "نثبت فيه وهو فينا, يثبت في الله والله فيه". يوحنا 14: 23 "ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه ابي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا." كورنثوس الثانية 6: 16 "كما قال الله: اني سأسكن فيهم".

* الابن المسيح: يوحنا17: 26 "واكون انا فيهم", يوحنا 14: 23 "اليه نأتي وعنده نصنع منزلا ", رؤيا 3: 20 "ان سمع احد صوتي وفتح الباب, ادخل اليه واتعشى معه وهو معي", كولوسي 1: 27 "هذا السر هو: المسيح فيكم رجاء المجد," رومية 8: 10 "المسيح فيكم".

* الروح القدس : يوحنا 14: 17 "روح الحق ماكث معكم ويكون فيكم", رومية 8: 9و11 "روح الله ساكنا فيكم, روح الذي اقام يسوع ساكنا فيكم, بروحه الساكن فيكم", كورنثوس الاولى 3: 16و6: 19 "روح الله الروح القدس الذي يسكن فيكم". مع تيموثاوس الثانية 1: 14 .

* 20 - شركة المؤمنين مع الله:

* الله يوحناالاولى 1: 3 "اما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح", بطرس الثانية1: 4 "لكي تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية".

* الابن المسيح: يوحناالاولى 1: 3 , كورنثوس الاولى 1: 9 "دعيتم الى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا", عبرانيين 3: 14 "قد صرنا شركاء المسيح".

* الروح القدس : عبرانيين 6: 4 "صاروا شركاء الروح القدس ", كورنثوس الثانية 13: 14 "شركة الروح القدس مع جميعكم".

* 21 - الذي يبرر المؤمنين: الله: رومية 8: 33 "الله هو الذي يبرر" والآية 30 "الذين دعاهم فهؤلاء بررهم...".

* الابن المسيح: رومية 3: 21 - 26 "ظهر برالله بالايمان بيسوع المسيح",اشعياء53: 11 "عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها",كورنثوس الاولى 6: 11 تبررتم باسم الرب يسوع".

* الروح القدس : كورنثوس الاولى 6: 11 "تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا".

* 22 - التجديف على الله:(جدف:تكلم على الله بالكفر والاهانة)

* الله: رؤيا 16: 9 "وجدفوا على اسم الله".

* الابن المسيح: لوقا 22: 65 "كانوا يقولون عليه مجدفين," متى 27: 39 "وكان المجتازون يجدفون عليه".

* الروح القدس : لوقا 12: 10 "واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له."

* 23 - الذي اقام المسيح من الاموات:

* الله: اعمال الرسل 3: 15و4: 10و5: 30 "اقامه الله من الاموات", مع رومية 10: 9 .

* الابن المسيح:يوحنا 2: 19 - 22 "انقضوا هذا الهيكل وانا اقيمه, واما هو فكان يقول عن هيكل جسده فلما قام من الاموات تذكر تلاميذه انه قال هذا, فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع".

* الروح القدس : رومية 8: 10و11 "اما الروح فحياة, ان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات" بطرس الاولى 3: 18 "المسيح مماتا في الجسد, محيى في الروح" , (مع رومية1: 4)

* 24 - الواحد:

* كورنثوس الاولى 12 :4 - 6 "الله واحد, الرب واحد, الروح واحد,". كورنثوس الاولى 12: 8 - 13 مع كورنثوس الاولى 8: 6 "إله واحد الآب, رب واحد يسوع المسيح, روح واحد الروح القدس " . والله واحد بذاته وتعبيره وروحه.

25 - المخلص الوحيد والفادي ومجدد الحياة:

* الله: اشعياء 45: 21و22 "انا الرب ولا إله آخر غيري, إله بار ومخلّص , التفتوا اليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الارض , لاني انا الله وليس آخر" اشعياء 49: 26 "فيعلم كل بشر اني انا الرب مخلّصك وفاديك" واشعياء 43: 10 - 12 "قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون , انا انا الرب وليس غيري مخلّص , انا اخبرت وخلصت , وانا الله", اشعياء 50: 2 "هل قصرت يدي عن الفداء? وهل ليس في قدرة للانقاذ?", اشعياء 59: 1 "ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلّص ", اشعياء 62: 11 و12 "هوذا

الرب هوذا مخلصك آت, ويسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب", تيموثاوس الاولى 1: 1 وتيطس 1: 23و2: 10و3: 4 "مخلصنا الله", يهوذا 25 "الإله الحكيم الوحيد

مخلصنا." الابن المسيح : تيطس 1: 4 و2: 13 و3: 6 "يسوع المسيح مخلصنا", بطرس الثانية 1:1 "ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح", مع تيموثاوس الثانية 1: 10 وتيطس 2: 14 "مخلصنا...لكي يفدينا", اشعياء 59: 20 "ويأتي الفادي الى التائبين عن المعصية", زكريا 9 :9 مع يوحنا 12: 15 مع اشعياء 62: 11 و12 "ابتهجي جدا, هوذا ملكك يأتي اليك, هوذا مخلصك آت", اعمال 4: 12 "وليس باحد غيره الخلاص , به ينبغي ان نخلص ", (متى 1: 21) .

* الروح القدس : ميخا 2: 7 "هل قصرت روح الرب?",

اشعياء 50: 2 و59: 1 "هل قصرت يدي عن الفداء? ها ان يد الرب (روح الرب) لم تقصر عن ان تخلّص ", تيطس 3: 5 "خلّصنا...بتجديد الروح القدس", مزمور 21: 10 "روحا مستقيما جدد في داخلي," (مزمور 104: 30 وزكريا 4: 6) .

26 - معطي العهد الإلهي الجديد:

* الله: ارميا 31: 33و34 "هذا هو العهد الذي

اقطعه... اجعل شريعتي في داخلهم... لاني اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعد ولا يعلمون بعد كل واحد صاحبه قائلين: اعرف الرب, لانهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم."

* الابن المسيح: يوحنا6: 45"مكتوب في الانبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله, فكل من سمع من الآب وتعلم يقبل الي", لوقا 22: 20 "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم", عبرانيين 8 :7-13 "... طلب موضع (لعهد) ثان, عهدا جديدا,

اجعل نواميسي في اذهانهم, اكون صفوحا عن آثامهم, ولا اذكر خطاياهم في ما بعد, فاذ قال جديدا عتّق الاول".

* الروح القدس : عبرانيين 10: 15 "ويشهد لنا

الروح القدس ايضا, لانه بعدما قال سابقا: هذا هو العهد الذي اعهده معهم, بعد تلك الايام يقول الرب: اجعل نواميسي في قلوبهم, ولا اذكر خطاياهم فيما بعد".

27 - الراعي والقائد العظيم, الذي جربه الشعب في القديم:

* الله: مزمور 95: 7 - 11 "هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده, اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم كما في مسّة في البرية حيث جربني آباؤكم ...فاقسمت في غضبي, لن يدخلوا راحتي",مزمور100: 3 "اعلموا ان الرب هو الله, هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه", مزمور 23: 1 "الرب راعي...", حزقيال34: 31 "وانتم يا غنمي غنم مرعاي, اناس انتم, انا إلهكم يقول السيدالرب", مزمور 80: 1 "يا راعي, يا قائد, يا جالسا على الكروبيم (الملائكة)".

* الابن المسيح: يوحنا 10: 11 و14و16 "انا هو الراعي الصالح... لي خراف أخر... ينبغي ان آتي بتلك ايضا وتكون رعيّة واحدة وراع واحد", عبرانيين 13: 20 "راعي الخراف العظيم ربنا يسوع",كورنثوس الاولى 10: 9و10 "ولا نجرب المسيح كما جرب ايضا اناس منهم, ولا تتذمروا..." تثنية 6: 16 "لا تجربوا الرب إلهكم كما جربتموه في مسّة", يوحنا 10: 27 "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها, فتتبعني".

* الروح القدس : عبرانيين 3: 17 - 19 "لذلك كما يقول الروح القدس : اليوم ان سمعتم صوته, فلا تقسّوا قلوبكم كما في يوم التجربة في القفر (في مسّة ومريبة), حيث جربني آباؤكم, حتى اقسمت في غضبي, لن يدخلوا راحتي, اشعياء 63: 10 - 14

"تمردوا وأحزنوا روح قدسه, جعل في وسطهم روح قدسه, كبهائم (كغنم,الآية11) تنزل الى الوطاء, روح الرب اراحهم , هكذا قدت شعبك."

28 - الله الذي احتمل مقاومة الشعب القديم:

* الله: تثنية 9: 7 "من اليوم الذي خرجت فيه, حتى أتيتم الى هذا المكان, كنتم تقاومون الرب", واعمال الرسل 13: 17و18 "إله شعب اسرائيل...احتمل عوائدهم في البرية",تثنية 31: 27 "تقاومون الرب".

* الابن المسيح:عبرانيين 12: 2و3 "رئيس الايمان ومكمله يسوع,احتمل الصليب,فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه",متى 17:17 "الى متى أحتملكم"? لوقا9: 41 "ايها الجيل غير المؤمن والملتوي,الى متى اكون معكم وأحتملكم"?, تثنية 14: 26و27 "حتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرة والمتذمرة"?

* الروح القدس : اعمال الرسل 7: 51 "أنتم دائما تقاومون الروح القدس,كما كان آباؤكم كذلك أنتم".

29 - معطي الحياة الأبدية:

* الله: رومية 6: 23 "أما هبة الله فهي حياة أبدية".

* الابن المسيح:يوحنا10: 28 "وأنا أعطيها حياة أبدية", يوحنا 6: 47 "من يؤمن بي فله حياةأبدية."

* الروح القدس : غلاطية 6: 8 "من يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية".

30 - الله الذي يجب ان نسمعه:

*الله: حزقيال 3: 27 "هكذا قال السيد الرب: من يسمع فليسمع..." ارميا22: 29 "يا ارض اسمعي كلمة الرب".

* الابن المسيح: متى 13 :9 "من له أذنان للسمع فليسمع", متى 7: 24 "فكل من يسمع أقوالي ويعمل بها, أشبهه برجل عاقل".

* الروح القدس : رؤيا 2: 7و11و17و29و3: 6و13و22 "من له أذن, فليسمع ما يقوله الروح".

فهل لنا أذنان مرهفتان لنسمع بهما إعلان الله عن ذاته? ما كان ممكنا ولا مسموحا لبشر أن يتطلع ويفكر في أن يبحث في شخص الله وجوهره لو لم يعلن الله نفسه لنا من خلال الوحي المقدس ! فالله جوهر قائم بذاته, وله تعين لأنه موجود;

والله جوهر واحد,جامع مثلّث في تعيّناته, وهو ليس جوهرا غامضا او منغلقا او مظلما, حاشا, بل هو جوهر مشرق معلن منفتح, وقد اعلن عن نفسه في الوحي المقدس , أنه الله الواحد القائم بذات الآب وبتعبير الكلمة الابن والحي بروح الحياة القدوس .

فالله هو الذات الآب الأزلي للتعبير الابن الأزلي والحي بالروح الأزلي. فصفة الذات والوجود, وصفة الإعلان والتعبير, وصفة الحياة والقيام, ليست صفات كمالية كغيرها من الصفات, بل هي صفات جوهرية ملازمة لجوهر اللاهوت (الله).

والله لا يتعامل ازلا مع صفات كمالية معنوية, بل مع تعيناته او صفاته الذاتية الجوهرية, لذلك فهو لا يحتاج لأي كائن آخر ليتشارك معه في أي شيء,بل هومكتف بذاته;وإنما خلق الإنسان والأكوان لا لحاجة في نفسه,بل من صفاء محبته وسخاء صفاته.

فالشمس تعطي نورها وحرارتها لا لحاجة فيها, بل بانبعاث تلقائي منها. والوردة تفيح عبيرها لا لحاجة فيها, بل لأجل الجمال في زهوها وأريجها, ولأجل الخير والسلام في الرائحة الطيبة المريحة. والنبع يسقي ويروي لا لحاجة فيه,بل بدفق من ذاته لكل محتاج للارتواء والانتعاش.والله ليس مستنقعا جامدا منغلقا, بل هو نبع دفاق حي ولا ينضب, يفتح ولا احد يغلق, وهو يفيح عبير الحياة لخيرنا وسلامنا, ويسطع بنور شمسه منيرا ظلمتنا مشعّا في حياتنا.

فقد فتح الله مجرى نبعه وعبق أريجه وشعاع شمسه, وما علينا إلا ان نوسّع مداركنا ونفتح قلوبنا, لنستوعب اكبر قدر ممكن من إعلانات الله عن نفسه.

كم تحتاج نفوسنا الى الارتواء من نبع الروح الإلهي, لأننا في ارض ناشفة مشققة, لا يمكن ان تمنحنا كفاية حياتنا او تملأ قلوبنا, لأنها لا تضبط ماء! فكل افكار الارض وفلسفات البشر وادعاءاتهم الباطلة التي تعد بالحق والحقيقة, إنما كتلك الارض الناشفة; امّا رسالة الله في الوحي المقدس وكشفه عن ذاته للانسان, فكالنبع الفياض الذي يملأنا ويفيض فينا, وكنور الشمس الذي يدفئنا ويريحنا, وكعبق الزهر الذي يملأ صدورنا بالارتياح والاكتفاء والهناء;لأننا بآيات الله نعرفه, وبكلمات الوحي ندرك حقيقة كشف الله عن المستترات التي لا يمكن لإنسان أن يراها او يعرفها, إلا ما شاء الله, وإلى من رهن حياته ووضعها بين يدي العلي الذي يغنينا ويروينا ويكفينا.

من خلال آيات الوحي المقدس , نجد ان الله قد أعلن عن تعيّناته او أقانيمه الثلاثة, بارتباطهم معا للتعبير عن جوهره الإلهي

ومعاملاته مع البشر. فيما يلي بعض الحوادث التي نرى فيها ارتباط أقانيم الله الثلاثة في الإعلان للبشر:

1 - اعمال الرسل 20: 28 "احترزوا اذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها اساقفة, لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه". فالكنيسة هي شعب الله, وهي شعب الابن الذي اقتناها بدم تجسّده, وهي شعب الروح القدس الذي يحفظها ويقيم فيها الرعاة والأساقفة.

2 - بطرس الاولى 4: 14 "إن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم, لأن روح المجد والله يحل عليكم مع افسس 3: 17 "ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم". فالذي يحل فينا وعلينا هو الله بذاته وبالمسيح تعبيره وبالروح القدس روح مجده وحياته.

3 - افسس 2: 18 "لأن به (بالمسيح,الآيتان13و14) لنا كلينا (البعيدين والقريبين) قدوما في روح واحد (الروح القدس ) إلى الآب". فعلاقة الانسان بالله الآب تتم بواسطة الابن المسيح في الروح القدس ومعونته.

4 -افسس 2: 22 "الذي فيه (في المسيح,الآيتان20 و21) أنتم ايضا مبنيون معا, مسكنا لله في الروح (القدس )". فالمؤمنون مبنيون في المسيح (هيكلا مقدسا في الرب,الآية 21) , وهم في الروح القدس , والروح فيهم,(كورنثوس الأولى 3: 16 "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم?"), والمؤمنون هم مسكن الله, والله يسكن فيهم. والله لا يسكن في هياكل مصنوعة بأيدي البشر(اعمال الرسل 7: 48و17: 24), بل يسكن في المؤمنين,

فنحن هيكله وبيته, فهو باني البيت وخالقنا(عبرانيين 3: 4 "لأن كل بيت يبنيه انسان ما, ولكن باني الكل هو الله"), فالمؤمنون هم مسكن الله هيكل الله وبيت الله. ونحن بيت الابن -المسيح, فهو يسكن فينا (يوحنا 14: 23), ونحن بيته (عبرانيين 3: 6 "وأما المسيح فكإبن على بيته, وبيته نحن..."), فنحن بيته وفيه مبنيون. ونحن بيت الروح القدس وهيكله ومسكنه. فالله بذاته وتعبيره وحياته, الآب والابن والروح القدس , يسكن في المؤمن الذي هو بيته وهيكله ومسكنه. والله واحد ويسكن في كل مؤمن, وهو الذي لا تسعه سماء السموات, فالله فينا ونحن في الله لأننا سلّمنا له الحياة.

5 - تسالونيكي الثانية 3: 5 "والرب (الروح) يهدي قلوبكم إلى محبة الله والى صبر المسيح". فالرب الروح هو الذي يهدي المؤمنين الى محبة الله وصبره الذي تجلى في تعبيره والمتجسد في المسيح, (كورنثوس الثانية 3: 18). والرب الروح هو الذي نثق به ليهدي قلوبنا الى محبة الله والى صبر المسيح.(تسالونيكي الثانية 3: 3).

6 - تسالونيكي الاولى 13: 11 - 13 "والله نفسه ابونا, وربنا يسوع المسيح, يهدي (وليس يهديان) طريقنا اليكم, والرب (الروح) ينميكم ويزيدكم...لكي يثبت قلوبكم (تسالونيكي الثانية 3: 3)...

أمام الله ابينا في مجيء ربنا يسوع المسيح". فالله الآب والابن والروح القدس , يهدي قلوب المؤمنين الى الثبات في المحبة والصبر, وكل الفضائل.

7 - كورنثوس الثانية 13: 14 "نعمة ربنا يسوع المسيح, ومحبة الله, وشركة الروح القدس , مع جميعكم آمين".

8 - فيليبي 2: 1 "إن كان وعظ ما, في المسيح, إن كانت تسلية ما للمحبة (الله محبة), إن كانت شركة ما في الروح (القدس )" .

9 - يهوذا 20: 21 "واما انتم ايها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس , مصلّين في الروح القدس , واحفظوا أنفسكم في محبة الله, منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح, للحياةالأبدية".

10 - رؤيا 1: 4 - 6 "يوحنا الى السبع الكنائس التي في آسيا, نعمة لكم وسلام من الكائن (يهوه) والذي كان والذي يأتي, ومن السبعةالارواح (الروح القدس الكامل) التي امام عرشه, ومن يسوع المسيح, الشاهد الأمين, البكر من الأموات, ورئيس ملوك الارض الذي احبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه, وجعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه, له المجد والسلطان الى أبد الآبدين, آمين".

11 - متى 28: 19 "...وعمدوهم باسم (الاسم الواحد) الآب والابن والروح القدس ".

12 - متى 13: 16 - 17 "فلما اعتمد يسوع...رأى يوحنا روح الله نازلا... وصوت من السماء: هذا هو ابني الحبيب".

فالله كان في المسيح (كورنثوس الثانية 5: 19 "اي ان الله كان في المسيح...",كولوسي 2: 9 "فانه فيه(المسيح) يحل كل ملء اللاهوت جسديا", تيموثاوس الاولى 3: 16"الله ظهر في الجسد"), والروح القدس كان في المسيح(لوقا 4: 1 "يسوع... ممتلئا بالروح القدس " , ولوقا 4: 18 مع اشعياء 61: 1 "روح السيد الرب علي..."), والابن في الآب والآب في الابن(يوحنا 14: 11 "صدقوني أني في الآب والآب في.).الآب والابن والروح القدس في الروح القدس والابن والآب , ليس بامتزاج ولا بتركيب, بل في جوهر الله المثلث الأقانيم او التعيّنات او الصفات الذاتية الجوهرية.فالصورة في معمودية السيد المسيح لا تعني انفصالا للآب عن المسيح عن الروح القدس , بل تعني أشد الارتباط الإلهي المثلّث في تنفيذ الخطة الإلهية لخلاص البشر, انطلاقا من المعمودية.

13 - اشعياء 48: 16 "تقدموا اليّ اسمعوا هذا: لم اتكلم من البدء في الخفاء, منذ وجوده انا هناك, والآن السيد الرب أرسلني وروحه". والذي لم يتكلم من البدء في الخفاء هو شخص الابن الكلمة الأزلي الذي كان من البدء وفي البدء وقبل البدء, (يوحنا الاولى 1:1 "الذي كان من البدء", يوحنا 1:1 "في البدء كان الكلمة", كولوسي 1: 17 "الذي هو قبل كل شيء"),(يوحنا 18: 20 "اجابه يسوع:..."وفي الخفاء لم اتكلم بشيء"), (اشعياء 45: 18و19 "انا الرب وليس آخر, لم اتكلم بالخفاء في مكان من الارض مظلم...أنا الرب متكلم بالصدق مخبر بالاستقامة"), (اشعياء 63: 1 "انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص "), فالمسيح الكلمة الأزلي, الله المتكلم المعلن, أرسل, او كان في عالمنا متجسدا منظورا, مرسلا من السيد الرب والروح القدس , او منظورا منّا, لانه لم يرسل وكأنه لم يكن في العالم, بل كان في العالم, وكون العالم به,وقدجاءالى العالم,اواصبح معلنا منظورا من العالم:يوحنا1: 9و10 "كان النورالحقيقي آتيا الىالعالم,كان في العالم وكون العالم به...". يوحنا 1: 18 الله لم يره احد قد, الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر".اي ان الابن الكلمة الازلي, وهو كائن وقائم في قلب وحضن وذات الله, كان ايضا متجسدا ليخبرنا ويكلمنا.يوحنا 3: 13 "وليس احد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء". فهو على الارض وفي السماء معا. وهو بالنسبة لله, الله مع الآب والروح القدس , وبالنسبة لنا فهو ابن الانسان او الانسان الكامل المرسل من السيد الرب وروحه. جاء المسيح, الكلمة الأزلي الكائن في ذات الله, متجسدا, ليعلن لنا الله وفكره ومحبته ومجده, حيث لم يكن ممكنا للإنسان ان يعرف الله ولا ان يدنو منه, كما قال الله لموسى: "الإنسان لا يراني ويعيش " , (خروج 33: 20), كما لا يمكن للانسان ان يقترب من الشمس ولا أن يدنو إليها, وإلا احترق وهلك. فكان الله في المسيح مستّرا قوة مجده العظيم, وفي نفس الوقت معلنا ذاته وأفكاره وأعماله وصفاته للبشر. فجاء الابن-الكلمة, ليخبرنا ماذا في حضن وقلب الله!

فهلا سمعنا لوحي الله وإعلاناته عن شخصه في الكتاب المقدس ? هل سمعت آذاننا وقرأت عيوننا وفهمت قلوبنا ما يريدالله أن يكشفه لنا عن ذاته? ألا نكتفي بهذا المقدار, ولو القليل, من آيات الله, لنؤمن انه الله الواحد المثلث الأقانيم, الواحد في الذات والتعبير والحياة? أم نحتاج بعد الى مزيد من النبع الفيّاض الذي لا ينضب ولا ينشف?

كم تحتاج نفوسنا لكي يرفع عنها تلك الغشاوة وذلك الحجاب الذي يستر عنا رؤية الحقيقة وحق الله الحقيقي?

هل ما زالت آذاننا تسمع ما تقرأه? وهل سمعنا بعيوننا صوت إعلانات الله عن ذاته ومعاملاته معنا? هل آذاننا جاهزة للسمع بعد?

فلنسمع إذا ما يقوله الروح عن الله في المسيح!

فالمسيح الابن الازلي وكلمة تعبيرالله عن ذاته وفكره,لم يبق أقنوما مستورا في جوهراللاهوت, بل كان ولا يزال تعبير الله المعلن للبشر; وإذ اراد الله ان يكشف عن نفسه ويظهر للبشر, جاء في شخص السيد المسيح معبرا تماما عما في جوهر اللاهوت, في طبيعة بشرية يدركها الانسان ويلمسها بالعيان, فكان المسيح من جهةالله اقنوما في اللاهوت, وابن الله الازلي, ومن جهةالانسان,الاله ابن الانسان, او الله المتجسد.

لم يكن لله ان يكون إلا الله, ولم يمكن للانسان ان يكون إلا الانسان, فكان المسيح الله والانسان, وتجسّد الله في المسيح ليجعل اتصال الانسان الخاطئ به ممكنا وحاصلا.

لقد كانت حاجة الانسان الضعيف الى وسيط إلهي انساني, يفهم ضعفه ويحوّله, فيوصله بالله القدير القوي. وحاجة الانسان هذه الى وسيط بينه وبين الله, تشبه الى حد ما, حاجة الادوات الكهربائية الى محول وسيط يجمعها بالطاقة الكهربائية.فهكذا نفهم حقيقة توسط المسيح, الله الانسان, ليجمع الانسان بالله, وليجعل إتصال الإنسان بالله ممكنا.

ألا نستعمل المحول الكهربائي لنوصل ادواتنا الضعيفة فولتيا (110 فولت), بالقوة الكهربائية القوية(220 فولت)? أليست حاجة ادواتناالكهربائية الضعيفة هي الى محول يكون من جهتنا (110 فولت), ومن جهةالقوةالكهربائيةالعالية يكون (220 فولت), حاملا في قلبه, متحملا في داخله قوة الكهرباء, لتصل الينا, او الى ادواتنا الضعيفة فولتيا, معدلة, ولتوصلنا بالقوة الكهربائية العالية, والعالية جدا?

ماابعد هذاالتشبيه عن المشبه به عز وجل! ولكن ما اقرب هذاالتشبيه بما عمله السيد المسيح, الذي كان من جهة الله, الله, ومن جهةالانسان الانسان! فجمع في كيانه الطبيعة الالهية الكاملة والطبيعة البشريةالكاملة, فكان ابن الله وابن الانسان معا, وكان المحول او الوسيط بين الله والانسان, فجعل لناالاتصال بالله ممكنا,حاملافي نفسه قوةالعدالة الإلهية التي كان يجب ان تحرق وتهلك الانسان الضعيف الخاطئ, والتي لم يكن ممكنا للانسان ان يتحملها, فتحملها هو(المسيح), وفتح للضعيف باب الاتصال بالله العزيز القدير القوي.

وأما شهادة الوحي المقدس عن هذه الحقيقة فقوية وواسعة وشاملة في كل اسفار الكتاب المقدس, فلنستمع بقلوبنا الى صوت الروح, ولنبصر جيدا إعلانات الله في اقنوم الابن المسيح:

* تيموثاوس الاولى 2: 5 "لأنه يوجد اله واحد ,

ووسيط واحد بين الله والناس , الانسان يسوع المسيح", فالإله الواحد والوسيط الواحد والانسان الكامل الواحد, كان أقنوم الابن متجسّدا, ليوصل الانسان بالله.

* يوحنا الاولى 2: 1 "لنا شفيع عند الآب: يسوع المسيح البار". وقد رأينا ان الشفيع هو الله (اشعياء 59: 16 و43: 11).

* كورنثوس الثانية 5: 19 "أي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم",

* كولوسي 1: 9 - 22 "لأنه فيه (في المسيح) سر (الله) ان يحل كل الملء (كل ملء اللاهوت جسديا, كولوسي 2: 9), وأن يصالح (الله) به (بالمسيح) الكلّ لنفسه (نفس الله) عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته (بواسطة الله الابن - المسيح)... قد

صالحكم (الله)الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم أمامه."مع تيموثاوس الاولى 3: 16 (الله ظهر في الجسد), الله الابن قد صالحنا في جسم بشريته ليحضرنا امامه قديسين وبلا لوم ولا شكوى. وهذا يؤكده ايضاالوحي في افسس 5: 25 - 27 " كما احب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها, لكي يقدسها,لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولاعيب", فالله الابن -المسيح, هو الذي صالحنا في جسم بشريته مع الله (ذاته), وليحضرنا امامه شعبا مقدسا بلا لوم ولا عيب ولا دنس . كما نقرأ في تسالونيكي الاولى 4: 14 وكورنثوس الثانية 4: 14 "الله الذي اقام الرب يسوع سيقيمنا نحن ايضا بيسوع ويحضرنا معكم, فكذلك الراقدين بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه".

وخلاصة القول هو ان الله الابن - المتجسد في المسيح, هوالذي صالحنا مع نفسه (مع الله) في جسم بشريته, وهوالذي سيحضرنا أمامه (امام الله) شعبا مقدسا بلا دنس ولا لوم.

فقد كان المسيح, الكلمة المتجسد, هو الله من جهة الله, وهو الانسان الكامل من جهة الانسان, وكان الوسيط الالهي الانساني الذي يصالح الانسان بالله. وكأنه على الصليب, كان يمسك بيد يد الله, وباليد الأخرى يد الانسان, ليكمل المصالحة, في نفسه, حاملا قوةالطاقة والعدالةالإلهية في داخله لكي يتصل الانسان بالله دون ان يهلك او يحترق. فاحترق المسيح في الصليب, لكنه قام من الموت الذي لم يكن ممكناان يمسك به, فهو لم يكن انسانا كاملا وحسب, بل الله القادر على كل شيء, فقام.

* لقد كان الله يتعامل مع خليقته بطرق واساليب كثيرة, فظهر لهم كملاك, او كإنسان, في العهد القديم, لكنه أكمل اعلاناته للبشر عندما تجسّد فعليا في شخص السيد المسيح, واتّحد بالطبيعة البشرية الكاملة, ليجعل اتحاد البشر بالله ممكنا كما قال في انجيل يوحنا: "أنا فيهم وأنت فيّ... ايها الآب اريد ان هؤلاء يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي..."(يوحنا 17: 23و24),

وايضا, يوحنا 14: 20و21 "في ذلك اليوم تعلمون اني انا في ابي, (أي ان التعبير الإلهي متّحد بالذات الإلهية, او ان كلمة الله واحد مع الله), وانتم في وانا فيكم, (أي ان كلمة الله المتجسد اتحدت بالطبيعة البشرية, فصار وسيط اتحاد البشر بالله, على ان اتحاد البشر بالله أمر محدث, بينما اتحاد الكلمة الإلهية بالذات الإلهية أمر أزلي كائن فوق سائر معاني الاتحاد والوحدة), والذي يحبني - يتابع الابن الكلمة يحبه ابي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي."

اتحاد الابن بالآب او اتحاد الذات بالكلمة الأزلية,أمر غير مفسر بالعقل البشري المحدود,وهو اتحاد غير منفصل ولا مجزأ ولا مركب.أما اتحاد الانسان بالله فيتم من خلال وبواسطة تجسد كلمة الله في المسيح.

علاقة الآب بالابن علاقة أزلية غير موصوفة بتعابير البشر, (يوحنا 10: 30 "أنا والآب واحد");

اما علاقة الانسان بالله فعلاقة محدثة, كملت في فداء المسيح للبشر, وتتم في قلب المؤمن المسلم حياته لله, وتتحقق بكاملها في الخلود.

فقد كان الله معبرا في المسيح, وكان المسيح تعبير الله الكامل وتعبير الانسانية الكاملة, لذلك لم يكن الله فقط, بل كان الله - الانسان, لهذا دعي ابن الله وابن الانسان . وهو الذي يعلن الله للبشر, ولا يعلن الله إلا الله; وهو كذلك الذي يؤمّن اتصال الانسان بالله, ولا يوصل الانسان بالله إلا الوسيط الإلهي - الإنساني.

هذه الحقيقة واضحة في اسفار الوحي المقدس , وما علينا إلا أن نفتح عيوننا وآذاننا وقلوبنا لنستوعب الدفق الغزير من إعلانات الله عن نفسه في المسيح يسوع,الابن الأزلي المتجسد,الذي وهو في حضن الآب, قد ظهر لنا وخبرنا,اي عبر الله به عن ذاته.

في المقارنات الكتابية القادمة يمكننا ان ندرك ان الله ليس أقنوما مفردا وان الأقنوم ااني هو شخص الابن المسيح; فالله ذات وتعبير متحدان معا, مع روح الحياة القدوس


الله ظهر في المسيح

للأعلى

مزمور 68: 18 "صعدت الى العلاء, سبيت سبيا, قبلت عطايا بين الناس ,...ايها الرب الإله (أي يهوه إيلوهيم)" .

والكلام موجه من كاتب المزمور داود, الى شخص الله القدير, الرب الإله.وقد وجه الرسول بولس هذا الكلام قاصدا به شخص السيد المسيح, الابن الأزلي, ففي رسالته الى افسس 4: 7 - 11 , نجد: "اذ صعد (الرب الإله) الى العلاء, سبى سبيا, واعطى الناس عطايا, واما انه صعد, فما هو إلا انه نزل ايضا اولا الى اقسام الارض السفلى (اي تجسّد وجاء الى العالم), الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السموات ليملأ الكل, وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا..." .لم يكن داود هو الذي صعد الى العلاء وسبى سبيا, وقبل ان يعطي الناس عطايا وان يعطي سكنا للمتمردين, كما لم يكن داود هو المسمى: الرب الإله.بل كان داود هو الذي يحمد الله على اعماله العظيمة, كما قال بطرس الرسول في اعمال الرسل 2: 25و29 - 34 "لان داود يقول فيه(في المسيح) : كنت ارى الرب (يهوه) امامي في كل حين انه عن يميني فلا اتزعزع...ايها الرجال الاخوة, يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه مات ودفن, وقبره عندنا حتى هذا اليوم, فإذ كان نبيا رأى وتكلم عن قيامة المسيح, فيسوع هذا ارتفع ... لأن داود لم يصعد الى السموات...".فالذي صعد الى السموات والى العلاء وسبى سبيا وسمي الرب الإله, هو المسيح الذي نزل اولا الى اقسام الارض السفلى, كما يقول بولس في افسس , وهو الذي نزل الىالهاوية ليخلص نفوس المأسورين, (رومية10: 6و7 "لا تقل في قلبك من يصعدالى السماء اي ليحدرالمسيح,او من يهبط الى الهاوية اي ليصعد المسيح من الاموات", مزمور 139 :7و8 ان صعدت الى السموات فانت هناك, وان فرشت في الهاوية فهاانت, اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب?" مزمور49: 15 "انما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لانه يأخذني.") والله في المسيح هو الذي صعد فوق جميع السموات, كما في عبرانيين 4: 14 "لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات: يسوع ابن الله", لكي يملأ الكل, كما في يوحنا 1: 16 "ومن ملئه نحن جميعا اخذنا", وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا (لوقا 6: 13 "دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سمّاهم رسلا") ; وإذ يسأل أجور في امثال 30: 4 " من صعد الى السموات ونزل...ما اسمه وما اسم ابنه ان عرفت?" يجيبه الوحي انه الله الآب والابن والروح القدس , الرب الإله المتجسد الذي تكلم عنه داود وبطرس وبولس .

2 - مزمور 110: 1 "قال الرب (يهوه) لربي(أدوناي): اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك". وهذا المزمور ايضا لداود وقد ميّز بالايمان بالله, ان الله ليس أقنوما واحدا, بل جوهر واحد, وآب وابن (وروح قدس ). فالآب متمثل بعبارة "الرب" الاولى (يهوه) , والابن متمثل بعبارة "الرب" الثانية (ادوناي) - وادوناي,التي تعني الله السيد, هي مرادفة ليهوه, وقد كانت تقرأ كلمة "يهوه" ادوناي, عندما يصل القارئ اليها - وأما جلوس الابن عن يمين الآب, فهذا لا يعني انفصالا او تركيبا, بل يعني العظمة والسلطان والقدرة, (عبرانيين 8: 1 "جلس في يمين عرش العظمة في السموات", عبرانيين 12: 2 "جلس في يمين عرش الله", بطرس الاولى 3: 22 "الذي هو في يمين الله,اذ قد مضى الى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له",), كما نجد معنى اتحاد الآب بالابن وليس الانفصال او التركيب, وذلك من قول داود: "قال الرب (الآب) لربي (للإبن), اجلس عن يميني... "ثم يتابع داود في الآية5: "الرب (الآب) عن يمينك (عن يمين الابن)" . فكيف يكون الابن عن يمين الآب في الآية الاولى, وهو اي الآب عن يمين الابن في الآية الخامسة? انما هذا هو احد معاني الاتحاد الإلهي بين الأقانيم في اللاهوت, حيث لا يمين ولا يسار, لا قبل ولا بعد, لا فوق ولا تحت, بل الله واحد متساو في أقانيمه في الجوهر والذات والصفات الإلهية الكاملة.

وقد اقتبس السيد المسيح كلمات هذا المزمور في تعجيزه للفريسيين الذين ابوا ان يقبلوا رسالته, وذلك في انجيل متى 22: 41 - 46 "سألهم يسوع:... كيف يدعو داود (المسيح) بالروح (بالروح القدس ) ربا, قائلا: قال الرب لربي اجلس عن يميني... فان كان داود يدعوه ربّا فكيف يكون ابنه?" واذ لم يستطع الفريسيون تقديم كلمة جواب, نجد نحن المؤمنون الجواب من الوحي, ان المسيح الذي هو الله السيد (ادوناي) ورب داود, هو ايضا ابن داود بحسب الجسد,اي بتجسده من مريم العذراء بنت داود,

فالمسيح هو ابن الله الأزلي وابن الانسان الكامل والوسيط الوحيد بين الله والناس ,(رومية 1: 1 - 4 "..الله الذي سبق فوعد به (بالمسيح) بانبيائه في الكتب المقدسة, عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد, وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة في القيامة من الاموات"). وقد اكّد الرسول بطرس ان الله السيد (ادوناي) الذي دعاه داود ربه, ما كان إلا شخص المسيح الرب, فيقول بطرس في اعمال الرسل 2: 34 - 36 "ان داود لم يصعد الى السموات, وهو نفسه يقول: قال الرب لربي اجلس عن يميني... فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع... ربّا ومسيحا". فالمسيح هو الرب لمجد الله الآب, لانه واحد مع الآب والروح القدس , الله الرب السيد, (فيلبي 2: 10 "يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب"). فالذي تكلم عنه بولس في فيلبي, والذي رآه بطرس , والذي كتب عنه داود , كان ربّهم, وادوناي اي الله السيد,المتحد مع الآب والروح القدس الذي تكلم في داود وبطرس وبولس .

3 - اشعياء 10: 12 "فيكون متى اكمل السيد (ادوناي) كل عمله في جبل صهيون وباورشليم اني اعاقب ثمر عظمة ملك اشور وفخر رفعة عينيه... والآية 16و17 لذلك يرسل السيد (ادوناي) سيّد الجنود على سمانه(سمان ملك اشور) هزالا ويوقد تحت مجده, ويصير نور اسرائيل نارا وقدوسه لهيبا, فيحرق ويأكل حسكه وشوكه (ملك اشور) في يوم واحد ...".

يتكلم اشعياء عن الله السيد الذي يكمل عمله في جبل صهيون وباورشليم, ثم يتكلم عن هذا الله السيد في الآية 16 موضحا ان هذا السيد هو سيد الجنود. ولكن صيغة المتكلم في "اني اعاقب" لا تعود ابدا لإشعياء , فالذي يعاقب ثمر عظمة ملك اشور وفخر رفعة عينيه ليس سوى الله وحده الذي يصير نارا ولهيبا ويحرق ويأكل حسك ملك اشور وشوكه في يوم واحد. فنرى دلالة واضحة على الأقنومين في اللاهوت, فالاول هو السيد سيد الجنود والثاني هو النور الذي يصير نارا (يوحنا1: 9 و8: 12 مع رؤيا 1: 14و16 "النور الحقيقي, نور العالم, نور الحياة, عيناه كلهيب نار وجهه كالشمس ") وهو القدوس (لوقا 35 :1ورؤيا 3: 7 "القدوس , القدوس الحق") الذي يعاقب ويجازي ويدين, ليس ملك اشور وحسب بل كل الاحياء والاموات (مرقس 1: 24 "يا يسوع الناصري... انت قدوس الله" لوقا 3: 16و17 "هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه, واماالتبن فيحرقه بنارلا تطفأ ") وهو الذي يحرق التبن والحسك والشوك بلهيب ناره

التي لا تطفأ في يوم واحد هو يوم الدينونة (اعمال الرسل 10: 41 و17: 31 "هذا هو المعيّن من الله ديانا للاحياء والاموات, لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل,برجل (المسيح,الكلمة الأزلي - ابن الانسان) قد عيّنه... متى 25 41: ثم يقول (ابن الانسان) للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدّة لابليس وملائكته.) فالذي يعاقب ملك اشور وهو النور الذي يصير نارا والقدوس الذي يصير لهيبا فيحرق اعداءه في يوم واحد, هوالله الابن -المسيح ابن الانسان, الأقنوم الثاني في اللاهوت. والذي يكمل كل عمله في جبل صهيون وباورشليم ويرسل هزالا على سمان ملك اشور فيوقد تحت مجده هو السيد (أدوناي) سيد الجنود الله الآب. وما هذا التمييز بين الأقنومين إلا دليل الاتحاد في نفس العمل والهدف, وفي ذات الجوهر الواحد, له كل المجد.

كما نقرأ في اشعياء 14: 24 - 27 "قد حلف رب الجنود...ان احطم اشور في ارضي... هذا هو القضاء المقضي به على الارض , على كل الامم فان رب الجنود قد قضى...", فنجد ان رب الجنود هو الذي يحطم اشور, وهو الذي يقوم بالقضاء والدينونة على كل الامم, فرب الجنود هو شخص الله الابن الذي يحطم ويعاقب اشور وكل الامم. وفي اشعياء 10: 24 -27 نجد نفس الرسالة في ان رب الجنود السيد (الآية 24) يدعو شعبه ان لا يخاف من اشور, لانه بعد قليل يأتي رب الجنود ويقيم عليه سوطا ويتلف نيره. فالسيد رب الجنود (الآب)الذي دعا شعبه لعدم الخوف, وعدهم بقيام رب الجنود (الله الابن) ومعاقبة اشور وإزالة حمله وإتلاف نيره.

4 - دانيال 9: 3 - 19 , في هذاالمقطع الكتابي, نجد صلاة دانيال النبي المحبوب التي وجهها الى الله لكي يصرف سخطه وغضبه عن الشعب (الآية 16) . ومن الواضح جدا ان دانيال النبي كان يعي تماما معنى صلاته وكيفية توجيهها الى الله العلي, فاستهلها بالقول: "فوجهت وجهي الى الله السيد طالبا بالصلاة...وصليت الى إلهي, وقلت:ايها الرب الإله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة. ..."; وإذ كان دانيال يصلي كان يدعو الله ويقول: "أيها السيد",وهذا واضح في الآيات:3 "الى السيد", 7 "لك يا سيد البر", 8 "يا سيد" , 15 "والآن ايها السيد إلهنا", 16 "يا سيد", 19 "يا سيد اسمع, يا سيد اغفر, يا سيد اصغ واصنع".

فالذي وجه اليه دانيال الصلاة كان السيد الله إلهه; والذي يسمع ويصغي ويجيب, وأما الواضح في مجال تأملاتنا, فهو خاتمة صلاة دانيال المشفوعة بالله الابن - السيد المسيح, تماما كما يعلّم الوحي في توجيه الصلاة في العهد الجديد; فقد قال دنيال في صلاته في الآية 17: "فاسمع الآن يا إلهنا (الآب) صلاة عبدك وتضرعاته, وأضىء بوجهك على مقدسك الخرب من اجل السيد, (الله الابن - السيد المسيح)" . فالسيد المسيح الذي كان وسيط وشفيع دانيال في صلاته الى الله السيد, كان تعبير الله عن مراحمه العظيمة, بقول دانيال في الآية 18 "أمل اذنك يا إلهي واسمع...لأجل مراحمك العظيمة", كما كان السيد المسيح تعبير الله عن

نفسه واسمه, بقول دانيال في الآية 19 "يا سيد اسمع...من اجل نفسك يا إلهي لأن اسمك دعي (علينا)".

نعم, وجهدانيال صلاته الى الله السيد سائلا وطالبا ان يستجيبه من اجل السيد (الابن) الذي هو تعبير الله عن نفسه واسمه ومراحمه العظيمة. وقد كان شخص السيد المسيح - الابن الشفيع والمخلّص , معروفا لدى دانيال, وهذا واضح من اعلانات الله المتعددة لدانيال عن شخصه, لا سيما في نفس الاصحاح التاسع والآيات من 20 الى 27 , فنقرأ: "وبينما انا اتكلم وأصلي...إذا بالرجل جبرائيل (الملاك)...لمسني وقال: اني خرجت الآن لاعلّمك الفهم وانا جئت لأخبرك لأنك أنت محبوب: سبعون اسبوعا قضيت على شعبك, لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم,وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين... فالى المسيح الرئيس ...وبعد... يقطع المسيح..." وفي اعلان الله هذا لدانيال عن شخصه بواسطة الملاك جبرائيل, كان يزداد دانيال اقتناعا بان السيد المسيح هو الرئيس ,وهو قدوس القدوسين وهوالكفارة للإثم والخطايا والمعصية وهو البر الأبدي الآتي وهو خاتمة الرؤيا والنبوة... وما لهذه الصفات والاعمال إلاان تكون لله السيد الشفيع والمخلص ,فصلى دانيال الى الى الله(الآب) من اجل السيد (المسيح) اي بشفاعته, مؤمنا بان الله المتجسد في المسيح هو الكفارة والفداء وهو الذي سيقطع ويموت فدية لخلاص البشر, وهوالذي فيه البر الابدي والذي يبرر الخطاة. فكم نحتاج الى ايمان دانيال في ما اعلنه الله له?! فقد مات المسيح لاجل خطايانا وأقيم لاجل تبريرنا(رومية 21 - 26 :3 ,و4: 25), وقدآمن دانيال بهذه الحقيقة, تماما كما يعلم الوحي في العهد الجديد (رومية 15: 30 "فأطلب اليكم ايها الاخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح (القدس ) ان تجتهدوا معي في الصلوات من اجلي الى الله." فقد طلب الرسول بولس من المؤمنين في رومية ان يدعموه بالصلاةالى الله بواسطة يسوع المسيح وبمحبةالروح القدس ), وايضا (افسس 2: 18 "لان به(بالمسيح) لنا كلينا(البعيدون والقريبون) قدوما في روح واحد الى الآب).لقد آمن دانيال ان الصلاة توجّه الى السيد الله إلهه بواسطة السيد (المسيح) الذي هو تعبير الله عن ذاته ومحقق اعمال وفكر الله في الخليقة والانسان, في تجسّده بين البشر. وقد رأى دانيال هذه الحقيقة عندما أعلنها في الاصحاح السابع:13و 14 "كنت أرى مع رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان أتى وجاءالى القديم الايام (الله, الآية 9و10) فقربوه قدامه, فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والالسنة, سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول, وملكوته ما لا ينقرض ". وقد كان ابن الانسان شخص السيد المسيح, كلمة الله وتعبيره الكامل, فبالقول "اتى وجاءالى القديم الايام",لا يعني الانفصال عن الله بل اظهارعمل التجسدالإلهي ورضى الله على هذاالتجسد, وبالقول"فقربوه قدامه",لايعني الانتقاص من مستوى الابن الأزلي المتجسد بل بالحري تكريمه إذ لم يوجد من يستطيع ان يقترب او يدنو من ذات الله فيحقق مشيئته كاملة. فجاء تعبير الله المتجسد

(إرميا 30: 21 "ويكون حاكمهم منهم ويخرج اليهم من وسطهم وأقربه فيدنو الي, لأنه من هو هذاالذي ارهن قلبه ليدنوالي يقول الرب?", فلم يكن ممكنا لاي انسان ان يقرب ويدنو إلى الله إلا شخص الابن الأزلي الذي تجسد وجاء من نسل داود من مريم العذراء فكان الحاكم من الشعب والوالي من وسطهم وعليهم.). والقول "أعطي سلطانا ومجدا وملكوتا "لا يعني إعطاء من لم يكن معه او عنده, بل إظهار امتلاك ابن الانسان لسلطان الله ومجده وملكوته, بدليل تعبّد كل الشعوب والأمم والألسنة له, وبدليل ان

سلطانه أبدي وملكوته خالد (بالمقارنة مع الآية 27 "...قديسي العلي (الذي) ملكوته ملكوت ابدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون", ومع 6: 26 "لأنه هو الإله الحي القيّوم الى الابد, وملكوته لن يزول وسلطانه الى المنتهى", ومع بطرس الاولى 3 : 21و22 "...يسوع المسيح الذي هو في يمين الله إذ قد مضى الى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له"). لقد اعلن الله نفسه لأنبيائه, ولدانيال النبي, بأنه السيد الله العلي الذي قدّم للبشر كامل تعبيره في أقنوم الكلمة - الابن الأزلي, الذي تجسّد وكان ابن الله - ابن الانسان, فصلى دانيال الى الله طالبا استجابته من أجل السيد (المسيح) فاستجيب طلبه, وأعلن له الكثير وتنبأ عن السيد المسيح, وعن آخر الايام. ومن النبي دانيال الى موسى الذي آمن بالله العلي المحتجب بذاته اللامحدود, والمعلن بتعبيره الكامل ايضا.

5 - خروج 34: 5و6 "فنزل الرب في السحاب. فوقف عنده (عند موسى) هناك, ونادى باسم الرب. فاجتاز الرب قدامه, ونادى الرب:ýالرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان..." . تدل هذه الكلمات بوضوح على جوهر الله الجامع في أقانيمه المتحد في ذاته. فلنا في هاتين الآيتين إشارتان للآب والابن المتحدين في جوهر اللاهوت, كالذات والتعبير الإلهي,في روح الحياة. فالذي نزل في السحاب ووقف عند موسى ونادى باسم الرب (الآب), والذي اجتاز قدام موسى ونادى قائلا: "الرب إله رحيم...", كان تعبير الله شخص الرب - الابن الأزلي - كلمة الله المتجسّد الذي يعلن فكر الله وتعبيره الكامل.

ونستطيع قراءة هاتين الآيتين هكذا: "فنزل تعبير الرب (الابن) في السحاب, فوقف عند موسى هناك, ونادى تعبير الرب (الابن) باسم ذات الرب (الآب) هذه هي الاشارة-الاولى فاجتاز الرب (الابن) قدام موسى ونادى الرب (الابن):الرب (الآب) إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان..." هذه هي الاشارة الثانية -. فقد آمن موسى بالله المحتجب الذي لا يمكن لأحد ان يراه, (خروج33: 20 "لأن الانسان لا يراني ويعيش "); كما آمن موسى كذلك بالله المتجسّد المعبّر عن الذات الإلهية, الذي ينزل الى البشر ويكلّمهم ويجتاز أمامهم وينادي لهم باسم الله الرحيم الرؤوف, (خروج 24: 9 - 11 "ثم صعد موسى وهرون وناداب... ورأوا إله اسرائيل, وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف, وكذات السماء في النقاوة, ولكنه لم يمد يده إلى اشراف بني اسرائيل, فرأوا الله وأكلوا وشربوا"). لقد اعلن الله لموسى أنه الإله المحتجب الذي لايمكن للانسان المحدودأن يدرك ذاته اللامحدودة; كما اعلن الله لموسى انه الله القادر ان يعبر عن نفسه فيتجسّد ويقترب الى الإنسان, فيراه ويجلس معه, ويأكل ويشرب. في هذين الإعلانين ليس من تناقض ابدا, بل تكميل للحقيقة. فالله من جهة ذاته, لا يحد ولا يرى ولا يدركه البشر; والله من جهة تعبيره, قادر على التجسّد, كالوسيلة الوحيدة, لكي يدرك الإنسان اعلان الله الكامل عن ذاته. وقد تمنى موسى ان يرى الله ومجده, لكن الله قال له أنه لا يمكن للإنسان أن يراه ويعيش , على ان الله وجد لموسى وسيلة ومكانا, يعلن له فيه عن تعبير ذات الله ومجده. فاستطاع موسى ان يرى الله وجها لوجه, ويكلّمه كما يكلم الرجل صاحبه: وكان ذلك بواسطة كلمة الله وتعبيره المتجسّد, (خروج 33: 18 - 23, مع خروج 33: 11 , "فقال (موسى) أرني مجدك... وقال (الله): لا تقدر ان ترى وجهي, لأن الانسان لا يراني ويعيش , وقال الرب: هوذا عندي مكان, فتقف على الصخرة, وأسترك بيدي حتى أجتاز, ثم أرفع يدي فتنظر ورائي, وأمّا وجهي فلا يرى... ويكلّم الرب موسى وجها لوجه, كما يكلّم الرجل صاحبه".) فالذي لم يستطع موسى ان يرى وجهه لئلا يموت, هو الذي ستر موسى بيده, ثم رفع يده عنه ليرى موسى وراءه, وهو الذي تكلّم الى موسى وجها لوجه وفما لفم, وهو الذي نزل في السحاب واجتاز قدام موسى ووقف عنده ونادى باسم الرب. وقد كان لموسى فرصة ومجال آخر رأى فيه وجه الله في شخص تعبيره - السيد المسيح - أيام تجسّده, عندما تقابل المسيح بموسى وإيليا على جبل التجلّي , وعندما أظهر المسيح لتلاميذه قبسا من مجده, (متى 17: 1 - 8 "اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا الى جبل عال, وتغيّرت هيئته قدّامهم, وأضاء وجهه كالشمس , وصارت ثيابه بيضاء كالنور, وإذا موسى وايليا...).

6 - في متابعة لإعلان الله عن ذاته لموسى ,

لنا في الآيات الآتيةإيضاحاأكيدا جازما في قدرة الله على التجسد والظهور في شخص الابن الأزلي, الكلمة المعبر عن ذات الله وكماله. تثنية 32: 3و4 "...اعطوا عظمة لإلهنا, هوالصخر الكامل صنيعه,ان جميع سبله عدل,إله أمانة لا جور فيه, صديق وعادل هو", وقد تعلّم موسى كيف ينادي باسم الرب ويعظّم الله الذي يليق به كل التعظيم فكل آلهةالأمم اصنام وأحجار لا حياة فيها, بينما الله القدير هو الصخر الكامل صنيعه أصل الحياة والقدير العادل والصديق الأمين. وأما تشبيه الله بالصخر فهو دليل ثبات الله وعرشه ووعوده, كما اشارة الى قدرة الله وقوّته وشدّته. وقد استخدم هذا التشبيه في عدة مجالات وأيات في الوحي المقدس . فالله ليس كأصنام الامم الصخرية الحجرية, بل هو الصخر الكامل والحجر الأساس للحياة والقدرة والسلطان.

ففي نفس الاصحاح من سفر التثنية نقرأ في الآية 15: "فسمن يشورون ورفس ... فرفض الإله الذي عمله وغبي عن صخرة خلاصه" و 18: "الصخر الذي ولدك تركته, ونسيت الله الذي ابداك "و30: "لولا ان صخرهم باعهم والرب سلّمهم"; ولو تبعنا

التوازي في اسلوب الشعر في التوراة العبرانية لأدركنا مباشرة ان المقصود بصخرة الخلاص هو الإله الذي عمل, وبالصخر الذي ولد هو الله الذي أبدأ, وبالصخر الذي باع هو الرب الذي سلم.

فالرب الإله هو الله الصخر الكامل وهو صخر الدهور (اشعياء 26: 4 "توكلوا على الرب الى الابد, لأن في ياه الرب صخر الدهور" - ياه: مختصر يهوه اسم الله -), وهو صخرة الخلاص (تثنية 32: 15) وهو الله الصخرة الوحيدة (مزمور 18: 31

"لأنه من هو إله غير الرب, ومن هو صخرة سوى إلهنا?!" مع اشعياء 44: 8 "أما أعلمتك منذ القدم ...هل يوجد إله غيري? ولا صخرة, لا اعلم بها"). ومع ان كثيرين شبهوا بالصخر او الصخر او الحجر, لكن الله تفرّد بالتشبّه بالصخر والحجر الكامل, فان ثبات وقوة الآخرين نابعان من صخر الله القدير. وما هذه الشواهد الكتابية التالية سوى الدليل القاطع على تفرّد الله العلي بالتشبه بالصخرة:

1 - صموئيل الأول 2: 2 "ليس صخر مثل إلهنا",

2 - مزمور 19: 14 "يا رب صخرتي",

3 - مزمور 42: 9 "أقول لله صخرتي",

4 - مزمور 62: 2 "انما هو صخرتي وخلاصي",

5 - مزمور 78: 35 "ذكروا ان الله صخرتهم",

6 - مزمور 89: 26 "إلهي وصخرة خلاصي",

7 - مزمور 144: 1 "مبارك الرب صخرتي",...

فالله هو الصخر الكامل صنيعه والحجر الأساس منبع الثبات والقوة, لا اصنام الانسان ولا الانسان.

وبهذا, يعلن لنا الوحي ان الله الصخرة الأزلية والحجر الأساس والصخر الكامل إنما قد تجسد في شخص السيد المسيح وذلك في الشواهد الكتابية التالية:

* فالمسيح هو حجرالأساس ,حجرالزاوية والرأس : مزمور 118: 22 "الحجرالذي رفضه البنّاؤون قد صار رأس الزاوية", مع متى 21: 42 ومرقس 12: 10 ولوقا 20 :17 واعمال الرسل 4: 11 وأفسس 2: 20 , وقد جاءت بروح النبوة كما في مزمور 118: 22 آيات اخرى تبيّن لنا اعلان الله عن نفسه في شخص الابن - المسيح المشبّه بالصخرة والحجر الأساس :

* اشعياء 28: 16 "هنذا أؤسس حجرا, حجر امتحان, حجر زاوية كريما أساسا مؤسسا". وهذاالحجر الكريم الأساس هو رب الجنود:

* اشعياء 8: 13و14 "قدسوا رب الجنودفهو خوفكم وهو رهبتكم ويكون مقدسا وحجر صدمة وصخرة عثرة ..." مع بطرس الاولى 2: 4 - 8 "الذي (الآية 3 , الرب الصالح) إذ تأتون إليه حجرا حيّا مرفوضا من الناس ولكن مختار من الله, كريم... لذلك يتضمن في الكتاب: هنذا أضع حجر زاوية مختارا كريما والذي يؤمن به لا يخزى, فلكم انتم الكرامة, وأما للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو صار رأس الزاوية وحجر صدمة وصخرة عثرة..."

فالسيد المسيح, والابن الأزلي وتعبير الله الكامل, هو رب الجنود المقدس وحجر الصدمة وصخرة العثرة وهو حجر الأساس المختار الكريم, والذي يؤمن به لا يهرب ولا يخزى, أمّا الذين يرفضونه غير طائعين فيعثرون الى الهلاك ويصطدمون للعذاب الأبدي, (رومية 9: 31 - 33) والمسيح, تعبير الله وكلمته الأزلي, هو صخرة الحياة والخلاص التي تغنى بها الانبياء والمغنون في الوحي المقدس , وهو الذي كان مع الشعب القديم وسار أمامهم ورواهم وأشبعهم: * كورنثوس الأولى 10: 3 - 4 "وجميعهم اكلوا طعاما واحدا روحيا وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا, لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم, والصخرة كانت المسيح", ومزمور 81: 16 "وكان أطعمه من شحم الحنطة, ومن الصخرة كنت أشبعك عسلا" مع تثنية 32: 13 "...وأرضعه عسلا من حجر وزيتا من صوّان الصخر".

فالسيد المسيح هو رب الجنود, الصخر الكامل الحيُ الأساس , المختار الكريم, المخلّص المشبع المروي المقدس والممتحن لكل انسان, فإن آمنّا به لا نخزى بل نكون على شبهه مبنيين كحجارة حيّة في هيكله ونشبع به ونرتوي ونثبت ونخلص ونحيا, وإن رفضناه, نكون قد رفضناإعلان الله عن ذاته وتعبير الله عن شخصه ومحبته.فماأمجدالرب وأعدله وأرحمه!

فهل نسمع لصوت الرب في هوشع 13: 4و5 "انا الرب الهك, وإلها سواي لست تعرف ولا مخلّص غيري, انا عرفتك في البرية في أرض العطش " (مع خروج 17: 6). أم نسمع لصوته في حبقوق: "ألست أنت منذ الأزل يا رب إلهي قدوسي, يا رب للحكم جعلتها, ويا صخر للتأديب أسستها", (مع كورنثوس الأولى 10: 9 - 11)

يا ليت كلنا نعرف الله كما عرفنا في العطش ففتح صخره وروانا, ولا نكون تحت التأديب والحكم بحجر صدمته وصخرة عثرته, نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور.

7 - اشعياء 40: 5 "فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعا لأن فم الرب تكلم". فالسيد الرب قد تكلم أن "مجد الرب" سيعلن ويراه كل بشر, وأما مجد الرب المعلن فهو ابن الله الأزلي كلمة تعبير الله عن ذاته من ذاته. وقد تكلّم اشعياء بالوحي ان مجد الرب هو الابن متجسّدا, بعدما تنبأ عن يوحنا المعمدان الذي سبق مجيء المسيح الى عالمنا, وذلك في الآية 3: "صوت صارخ في البرية, أعدوا طريق الرب", (مع متى 3: 3 ومرقس 1: 2 - 4), فقد أعد يوحنا طريق الرب (يهوه) قائلا في اشعياء 4: 3 , بروح النبوة "قوموا سبيلا لإلهنا", وأمّا الرب (يهوه) والهنا الذي أعد له يوحناالطريق فكان شخص السيدالمسيح:

* يوحنا 1: 23 "قال (يوحنا) انا صوت صارخ في البرية, قوّموا طريق الرب كما قال اشعياءالنبي", والآية 26 - 27 "في وسطكم قائم (المسيح) هو الذي يأتي بعدي صار قدامي الذي لست بمستحق ان أحلّ سيور حذائه". فقد تنبأ اشعياء وتكلّم يوحنا المعمدان بأن مجد الرب أعلن ورآه كل بشر آنذاك:

يوحنا 1: 1و14و18و10: 7و9 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله, والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقا, الله لم يره أحد قط, الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر, لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه, والذي رآني فقد رأى الآب".

إن كان الآب هو النور فالابن هو مجد النور, وإن كان الآب أصل الزهر فالابن عطر الزهر, وإن كان الآب هو النبع فالابن هو ماء النبع. فالابن هو تعبير الآب الكامل الذي خبّرنا عن ذات الله وشخصه, وعرّفنا بمحبته, وأرانا مجده ونعمته وحقه, وكلمة تعبيره متجسّدا. فمجد الرب أعلن ورآه كل بشر, كما ان الشمس اشرقت ورأينا مجد نورها:

* عبرانيين 1: 3 "الذي هو (المسيح) بهاء مجده (مجد الله) ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة

قدرته..." مع اخبار الايام الأول 29: 11 "لك يا رب... البهاء والمجد...".

فالابن - المسيح هو مجد الرب المعلن ليقترب منه كل بشر ويراه, وهو الذي تمنّى موسى ان يراه, كما تأملنا سابقا,(خروج 33: 18 "فقال أرني مجدك") وقد أراه الله مجده في وجه تعبيره, في الابن الأزلي الحبيب, وذلك عندما أدخل الرب موسى في

الصخرة, أي عندما غمره المسيح ولبسه لئلا تهلكه قوة مجد الله, فالمسيح هو الصخرة التي تسترنا وهو الذي به نرى مجد الله ونوره وتعبيره,(خروج33: 21 - 23 "وقال الرب (لموسى) هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة, ويكون متىاجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة (في المسيح) وأسترك بيدي حتى اجتاز...).

* اشعياء 2: 10 "ادخل الى الصخرة واختبئ في التراب من امام هيبة الرب ومن بهاء عظمته".

* مزمور 71: 3 "كن لي صخرة ملجإ أدخله دائما, لأنك صخرتي وحصني". فالله الابن, تعبير الله الذاتي ومجد الرب المعلن هو صخرة المحتمى والملجإ لموسى ولداود ولكل انسان, لكي يرى الله ويعرفه, وهو الذي تجسد في المسيح ورآه تلاميذه والناس آنذاك وعرفهم بالآب, ذات الله, من خلال معرفتهم بالابن, تعبير الله عن ذاته. فقد حجب الله قوة مجده في المسيح ليتسنى للانسان ان يراه, كما أظهر مجده في المسيح ليراه كل بشر على حقيقته, تماما.(فيليبي2: 6 - 7) "كان في صورة الله لكنه أخلى نفسه (حجب مجده)"). لقد أشرق الله بمجده على البشر,وعرف المؤمنون منهم نورالرب الذي جاءهم في شخص الابن متجسدا في المسيح:

* اشعياء 60: 1 "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك (المسيح, يوحنا 1: 9) ومجد الرب اشرق عليك (اشعياء 9: 2 مع متى 4: 16 ولوقا 1: 79 ويوحنا 1: 9 "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما, أشرق عليهم نور, كان النور الحقيقي آتياالى العالم"). فقد أعلن مجد الرب في الابن المتجسّد الذي هو الوسيلة الوحيدة التي بها ندخل كما الى صخرة الملجإ, لكي نرى مجد الله الذي اشتهاه موسى فرآه في وجه يسوع المسيح (متى 17: 2و3 مع لوقا10: 23و24 "وقال (يسوع لتلاميذه): طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه, إن انبياء وملوكا ارادوا ان ينظروا ما انتم تنظرون".). الابن - المسيح هو مجد الله وبهاءه الذي أعلن للبشر, والصادر من ذات الله, الآتي في الجسد من نسل داود:

* اشعياء 4: 2 "في ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ومجدا..."مع اشعياء 11: 1و2 "ويخرج قضيب من جذع يسّى (ابي داود) وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب..." مع ارميا 23: 5 "ها ايام تأتي يقول الرب, وأقيم لداود غصن بر, فيملك ملك ويجري حقا وعدلا في الارض ...وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برنا", زكريا 2: 5 "وانا يقول الرب, أكون لها سور نار من حولها, وأكون مجدا في وسطها". فمجد الله وبهاءه ونوره قد تجسد وظهر للبشر, تنبأ عنه الانبياء ورآه الرسل وكتبوا بوحي الله لنا, لنؤمن معهم ان لا سبيل لمعرفة الله ورؤيته إلا في السيد المسيح تعبير الله المتجسد وكلمته الأزلي الآتي إلينا من قلب الذات الأزلية, ليرفع الغشاوة عن أعيننا والظلمة عن مداركنا, فنراه وندركه ونعرف الحق والأصل والهدف من وجودنا في هذه الحياة. وإذ ينكر البعض حقيقة كون السيد المسيح تعبير الله المتجسّد وكلمته الأزلي, إلا أنه ما من شك ان اعتقاد الناس بالمسيح هو انه رجل صالح ونبي ورسول من أولي العزم. فإن كان كذلك في اعتقاد البعض , فإن شهادة المسيح لنفسه, وهو النبي والرسول والرجل الصالح, لا بدان تكون صادقة تماما, لأنه ما من انسان صالح ينسب لنفسه اللاهوت وهو مجرّد انسان, وإلا كان من أردإ الناس , على ان شهادة المسيح لنفسه أكدت في مناسبات وآيات كثيرة أنه تعبير الله وكلمته المتجسّد بشرا كامل:

فالسيد المسيح - الابن المتجسد ليس إلها من دون الله, بل هو تعبير الله الكامل, او الله معلنا, وهو ليس إلها مختلفا عن الله, بل هو تعبير ذات الله, ورسم جوهره, ومجده الذي أعلن للإنسان, وصورة الله غيرالمنظور,(عبرانيين 1: 3 , فيليبي 2:6 , كولوسي 1: 15) ; وهذه الحقيقة يمكن لنا أن نتأكد منها في حادثة إقامة المسيح للعازر الميت, وبالتحديد في يوحنا 11: 4 و 25و 27و 40 و43 "فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت, بل لأجل مجد الله, ليتمجّد ابن الله به... أنا هو القيامة والحياة, من آمن بي ولو مات فسيحيا, قالت له (مرثا اخت لعازر), يا سيّد, أنا قد آمنت انك المسيح ابن الله الآتي الى العالم ... قال لها يسوع: ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله?... وصرخ بصوت عظيم:لعازر هلم خارجا, فخرج الميت..." فمجد الله الذي كان يظهره السيد المسيح, إنما كان كامنا فيه وفي اعماله, (يوحنا 17: 5 "مجّدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم). ويطلعنا الوحي على آيات أخرى أظهر فيها الله مجده الذي كان في المسيح:

* بطرس الاولى 4: 11 "لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذيلهالمجد والسلطان الى ابد الآبدين".

* بطرس الاولى 5: 10و11 "واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع...هو يكمّلكم...له المجد والسلطان الى أبد الآبدين."

* بطرس الثانية 3: 18 "في معرفة ربنا يسوع المسيح, له المجد الآن والى يوم الدهر."

* رؤيا 5: 12 "مستحق هو الخروف (المسيح) المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة", والآية 13: "للجالس على العرش وللخروف: البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين". * رؤيا 4: 11و7: 11و12 "أنت مستحق يا رب (الحي الى الأبد) أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت", مع عبرانيين 1: 3 "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته", وكولوسي 1: 16و17 "فيه خلق الكل...وفيه يقوم الكل". رؤيا 7: 11و12 "وسجدوا لله قائلين:آمين, البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا الى أبد الآبدين."

* اشعياء 42: 8 "أنا الرب, هذا اسمي, ومجدي لا أعطيه لآخر...". مجد الله مجد فريد لا يشاركه احد آخر به, وإنما ذات الله وتعبيره وروحه, قد أعلن لنا عن هذا المجد العظيم في تجسّده في شخص المسيح, وفي حياته واقواله وأعماله.

* كورنثوس الاولى 2: 8 "لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد", مع اعمال 10: 36 "يسوع المسيح, هذا هو رب الكل", مع مزمور 24: 7 - 10 "فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد? الرب القدير الجبار...رب الجنود هو ملك المجد."

* اشعياء 42: 8و48:11 مجدي وكرامتي لاأعطيهما لآخر" فالذي له المجد والكرامة والقدرة والقوة والسلطان والغنى والحكمة والبركة... والذي له كل ما لله, (يوحنا 17: 10 "كل ما هو لي فهو لك, وما هو لك فهو لي", مع لوقا 10: 22 ومتى 11: 27و28: 18 ويوحنا 16: 15 "كل ما للآب هو لي, كل شيء قد دفع الي من أبي, دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض "), والذي هو رب المجد رب الكل, والذي هو ملك المجد:رب الجنود,الرب القدير الجبار, ليس سوى الله المعلن لذات الله الآب. فقد رأينا مجده مجدا,وهو جاءمن حضن وقلب الآب وخبرنا, وقد أعلن فيه مجد الله للبشر, وقد رأينا الآب وعرفناه عندما رأيناالإبن وعرفناه,إذ قد أعلن لناالابن نفسه,(يوحنا1: 14و18 ,و14: 7 - 11). وليس احد يعرف تعبير الله إلا ذات الله, ولا احد يعرف ذات الله إلا تعبير الله, ومن أراد تعبير الله أن يعلن له. وليس احد يعرف الله إلا روح الله الذي يفحص اعماق الله, فحياة الله, او روحه, هو كل ما في الله, وأمور الله لا يعرفها أحدإلا روح الله,(لوقا10: 22 ومتى 11: 27 وكورنثوس الاولى 2: 10و11), وروح الله هو روح المجد, (بطرس الاولى 4: 14). والله واحد بذاته وتعبيره وحياته, بالآب والإبن والروح القدس , له كل المجد الى أبد الآبدين, وما من شريك له ولا نظير, فهو الله المكتفي في جوهره وأقانيمه. فالابن يعرف الآب وحده, والآب يعرف الابن وحده, والروح القدس يعرف الآب والابن وحده, والله وحده يعرف ذاته وحده.

ومجد الله قد اعلن للبشر واظهر لنا, لنراه وندركه في شخص السيد المسيح, الذي هو مجد الله, وقد أنار لنا, وأرانا شبه مجد الرب الذي لا يرى. في انتقالنا الى المقارنة التالية, نستطيع ان نعاين مجد الرب كما كتب عنه الوحي في حزقيال 1:1

إلى 2: 1و8 , وايضا في رؤيا يوحنا 1: 1و9و10و12 - 19 , و4: 1 - 8 ففي حزقيال نقرأ: "وانا بين المسبيين

* إذ كان حزقيال منفيا - فرأيت رؤى الله. وكانت يد الرب عليه. فنظرت وإذا ...نار متواصلة وحولها لمعان, ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار...وعلى شبه العرش , شبه كمنظر إنسان عليه من فوق, ورأيت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار داخله من حوله, من منظر حقويه...نار...ولمعان... كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر, هكذا منظر اللمعان من حوله, هذا منظر شبه مجد الرب, ولمّا رأيته, خررت على وجهي, وسمعت صوت متكلّم... فقال لي ياابن آدم,قم على قدميك فأتكلم معك...وأقامني على قدمي, فسمعت المتكلّم معي...:من كلامهم لا تخف, لا ترتعب..., شبه عرش كمنظر حجر العقيق الأزرق, وعلى شبه العرش شبه كمنظر إنسان عليه من فوق." وفي رؤيا يوحنا نقرأ: "إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله...لعبده يوحنا...كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس - إذ كان يوحنا منفيا -. كنت في الروح في يوم الرب, وسمعت, فالتفت لأنظر...وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان...وعيناه كلهيب نار, ورجلاه شبه النحاس النقي, كأنهما محميّتان في أتون, وإذا عرش موضوع وعلى العرش جالس , ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوّتها... وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق, وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرّد,...فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت, فوضع يده اليمنى عليّ قائلا لي: لا تخف, أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتا وها أنا حي الى ابد الآبدين آمين, ولي مفاتيح الهاوية والموت, فاكتب ما رأيت... وكان الجالس على العرش في المنظر شبه حجر...العقيق...حول العرش في المنظر."

في مقارنتنا لهذين المقطعين من الوحي المقدس, نجد ان المجد الإلهي الذي رآه حزقيال والذي كان شبه مجد الرب, هو نفس المجد الذي رآه يوحنا والذي كان مجد المسيح تعبير الله الكامل. وقد كتب حزقيال ويوحنا تفاصيل متطابقة, فيما لو تتبعنا المقارنة عن مجد الله المعلن والمنظور من الانبياء, والذي أظهر للبشر في شخص السيد المسيح, ولله كل المجد. على ان الذي رآه النبي حزقيال ورآه يوحنا الرائي, رآه ايضا النبي دانيال. ولنا في المقارنة التالية اكبر دليل: فنقرأ في دانيال 7: 9 - 7 (مع مزمور 84: 11): "وجلس القديم الايام (الله), لباسه ابيض كالثلج, وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار, نهر نار جرى من قدّامه...ألوف ألوف تخدمه, ربوات ربوات وقوف قدّامه, فجلس الدّين (أي الديان), وفتحت الاسفار...لأن الرب الله شمس ..."

ونقرأ في رؤيا 1: 13 - 15 و20: 21 (مع تيموثاوس الثانية 4: 1): "...متسربلا بثوب إلى الرجلين, وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج, وعيناه كلهيب نار, ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها... ورأيت الأموات صغارا وكبارا واقفين امام الله وانفتحت اسفار, ودين الأموات...أمام الله والرب يسوع المسيح العتيدأن يدين الأحياء والأموات..."

نرى من هذه المقارنة ان الله المجيد والديّان الذي رأه دانيال, هو الله المتجسّد في المسيح الذي رأه يوحنا! فإننا قد رأينا مجد الله في وجه يسوع المسيح.

8 - إذ كان لنا فرصة للتأمل مليا في مجد الله المعلن للبشر في المسيح, حري بنا ان نتأمل في ظهورٍهذا المجد في العالم.

زكريا 2: 1 8 - 13 "لأنه هكذا قال رب الجنود: بعد المجد أرسلني الى الأمم...لأني هأنذا أحرك يدي عليهم فيكونون سلبا لعبيدهم, فتعلمون ان رب الجنود قد أرسلني. ترنمي وافرحي يا بنت صهيون لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك يقول الرب, فيتصل أمم كثيرة بالرب, ويكونون لي شعبا فأسكن في وسطك, فتعلمين ان رب الجنود قد أرسلني إليك... والرب يرث, ويختار...أسكتوا يا كل البشر قدّام الرب, لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه."

والواضج الأكيد من هذه الآيات ان المتكلّم الذي أرسله رب الجنود الى الأمم, بعد المجد, والذي يحرّك يده على الأمم, فيعلم الشعب ان رب الجنود قد أرسله, ليس هو ابدا النبي زكريا الكاتب بل هو الرب (يهوه) الذي يأتي ويسكن في وسط شعبه الذي يترنم ويفرح به, وهو الذي يجعل امما كثيرة تتصل بالرب (الله الآب), وهو الذي يكونون له شعبا,وهو الذي يسكن وسط الشعب فيعلمون ان رب الجنود قد ارسله اليهم, انه تعبير الله المعلن للبشر والمرسل اليهم في شخص السيد المسيح .


هذه الحقيقة واضحة من الآيات التالية

للأعلى

* فيليبي 2 : 6و7 "الذي كان في صورة الله, اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ".

* يوحنا 17 :5و24 "والآن مجدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم".

* يوحنا 17: 21و23 " ليؤمن العالم ويعلم انك ارسلتني".

* يوحنا 6: 44 "لا يقدر احد ان يقبل اليّ ان لم يجتذبه الآب الذي ارسلني, وانا أقيمه في اليوم الأخير".

* يوحنا 14: 6و12: 32 "ليس احد يأتي الى الآب إلا بي, وانا اجذب اليّ الجميع".

* اشعياء 48: 16 " والآن, السيد الرب ارسلني وروحه"

* زكريا 9: 9 "ابتهجي يا ابنة صهيون واهتفي... هوذا ملكك يأتي اليك, هو عادل ومنصور, وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان", مع يوحنا 12:12 - 16 "سمع الجمع ان يسوع آت الى اورشليم, وخرجوا للقائه, وكانوا يصرخون: اوصنّا مبارك الآتي باسم الرب... ووجد يسوع جحشا فجلس عليه, كما هو مكتوب في (زكريا9: 9). ولما تمجّد يسوع, حينئذ تذكر تلاميذه ان هذه كانت مكتوبة عنه."

* يوحنا 14:1 "والكلمة صار جسدا, وحل بيننا, ورأينا مجده مجدا, كما لوحيد من الآب, مملوءا نعمة وحقا".

* رؤيا 21: 3 "هوذا مسكن الله مع الناس , وهو سيسكن معهم, وهم يكونون له شعبا, والله نفسه يكون معهم إلها لهم".

* رؤيا 21: 6و7و22: 16و17 "انا هو الالف والياء البداية والنهاية, انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا; من يغلب يرث كل شيء, واكون له إلها وهو يكون لي ابنا... انا يسوع, ومن يعطش فيأت, ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا".

وما احوجنا الى هذا الدفق المروي من اعلانات الله عن نفسه ومجده ومعاملاته الصالحة مع البشر! وكم يلزمنا ان نفتح مداركنا واعماق حجرات كياننا الداخلي لنؤمن بالله بواسطة اعلانه الكامل في شخص السيد المسيح!

لقد تأملنا في النقطة السابقة في مجد الله المعلن للبشر في شخص السيد المسيح. وقد كان التحضير لدخول مجد الله المنظور الى العالم, ضروريا لتقبل البشر هذه الحقيقة الرائعة والاستعداد لها. وقد ارسل الله يوحنا المعمدان محضرا ومعدا للناس في ذلك العصر ليستقبلوا نور الله الحقيقي الآتي الى العالم. وقد جاء في روح النبوة:

9 - ملاخي 3: 1 "هأنذا ارسل ملاكي, فيهيّئ الطريق امامي, ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به, هوذا يأتي, قال رب الجنود". فبروح النبوة الذي كان في ملاخي, استطاع هذا النبي ان يدون اعلان الله عن مجيئه شخصيا الى عالمنا, وظهوره في أرضنا.

* اما الملاك الذي ارسله رب الجنود ليهيئ الطريق امامه, فكان يوحنا المعمدان, (لوقا1: 13و 15و17 "...ابنا تسميه يوحنا, لانه يكون عظيما امام الرب, لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا", مع لوقا 72 : 7 ومرقس 1: 2 "هذا هو الذي كتب عنه: هااناارسل

امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك.), فجاء يوحنا وهيأالطريق والشعب امام وجه السيد المسيح الرب.

* وهكذا نرى ان رب الجنود الذي يهيّئ له الملاك طريقه هو الرب المسيح الذي هيّأ له يوحنا المعمدان طريقه. والذي جاء الى عالمنا المنظور, او بالحري ظهر لنا, هو تعبير ذات الله الكامل, الذي هو رب الجنود الآتي الى العالم, والداخل بغتة الى الهيكل, انه السيد الذي تطلبونه, وملاك العهد الذي تسرون به". ومن التوازي في لغة العهد القديم, نستدل ان المقصود من ملاك العهد هو السيد

* أدوناي: اسم الله - تماما كما نستدل ان "الذي تسرّون به" تعني "الذي تطلبونه". (وسيكون لنا تأمل لاحق في ترادف اسم الله مع ملاك الله, ملاك الرب, ملاك العهد...). فالسيد - أدوناي - الذي اتى بغتة الى الهيكل, كان السيد المسيح, المسيا المنتظر والذي كان الشعب القديم ينتظره ويطلبه ويسرّ به, (يوحنا2 :13و17 "فصعد يسوع ووجد في الهيكل الذين يبيعون,

فصنع سوطا وطردالجميع من الهيكل, وقال لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة".). فقد دخل الهيكل وطرد الفساد, بل اظهر نوره في العالم ليطرد الظلمة وسلطانها. حتى قال ملاخي في الآيتين 2و3 من نفس الاصحاح: "من يحتمل يوم مجيئه? ومن يثبت عند ظهوره? لانه مثل نار الممحّص ومثل اشنان القصّار, فيجلس ممحّصا ومنقيا للفضة, فينقي بني لاوي ويصفّيهم كالذهب والفضة... ". وهذه النبوة قد تحققت تماما في شخص السيد المسيح واعماله:

* متى 3: 11و12 "(قال يوحنا المعمدان عن المسيح): الذي يأتي بعدي هو سيعمدكم بالروح القدس ونار, الذي رفشه بيده وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن, واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ". على ان عمل التمحيص والتطهير والتنقية هو عمل الله عز وجل:

* مزمور 66: 10 "محصتنا كمحص الفضة"; زكريا 13: 9 "وامحّصهم كمحص الفضة وامتحنهم امتحان الذهب"; مزمور 17: 3 "محصتني...(قالها داود للرب - يهوه - )". لقد جاء المسيح, تعبير الله الكامل, ممحصا ومنقيا للبشر المشبّهين بالفضة والذهب, لانه الله المتجسّد, والسيد الذي يخترق زمان العالم, من قلب الأزلية, ويدخل الهيكل لينقيه من الفساد, ويدخل هيكل قلب الانسان ليمحصه ويطهره من كل زغل,

* يوحنا 15: 3 " انتم الآن انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به".

* يوحنا 16: 28 "خرجت من عند الآب (من الأزل) واتيت الى العالم(الى الزمن), وايضااترك العالم (الزمن),واذهب الى الآب (الابد والخلود)". لقد اظهر النبي ملاخي بروح النبوّة والوحي, صيغتين للتعبير عن الله العلي, فذكر رب الجنود الذي يتكلم, وذكر السيد - أدوناي - الذي يأتي الى العالم ويحقق المشيئة الإلهية, حتى انه ما من انسان يحتمل يوم مجيئه ويثبت عند ظهوره, لانه

الله الذي ظهر في الجسد (تيموثاوس الاولى 3: 16), والذي له وحده السلطان في حياة البشر, لتمحيصها وتنقيتها وتطهيرها, كما ومحاسبتها ومحاكمتها, (ملاخي 3: 5و6 "اقترب اليكم للحكم واكون شاهدا على السحرة والفاسقين والحالفين زورا والسالبين اجرة الاجير, والارملة واليتيم, ومن يصد الغريب ولا يخشاني قال رب الجنود? لاني انا الرب لا أتغيّر..."). وقد تحققت هذه النوّة في شخص السيد المسيح من خلال حياته, حين انصف المظلوم, واشبع الجياع, وعزّى الارملة, واحب الغريب والمنبوذ والمكروه, وحكم على المرائين المتكبرين الفاسقين, فقد كان التعبير الكامل المعلن لله, والسيد الذي يمحّص البشر, والذي لا يتغيّر, اذ هو هو امسا واليوم والى الابد,(عبرانيين 1: 8و12و13: 8). لقد أرسل يوحنا المعمدان قبل مجيء السيد المسيح, وقبل مجيء يومه العظيم الذي لا يستطيع الانسان الخاطئ فيه ان يحتمل او ان يثبت, لانه جاء ورفشه في يده, وسينقي بيدره(العالم), ويجمع قمحه (الابرار),الى المخزن (السماء), واما التبن (الاشرار),فيحرقه بنارلاتطفأ(جهنم),(لوقا 3: 17).

فقد جاء يوحنا المعمدان بروح ايليا النبي, كما شهد عنه السيد المسيح, (لوقا1: 17 "ويتقدم (يوحنا) امامه (أي امام المسيح), بروح ايليا وقوته...", ومتى 11: 14 "...فهذا هو ايلياالمزمع ان يأتي"),فقد جاء يوحنا بروح ايليا ليحضر الشعب ويعده قبل مجيء يوم الرب المسيح, (ملاخي 3: 1و2). لكن ملاخي يؤكد لنا, ان الذي حضر له يوحنا بروح ايليا كان يوم الرب (يهوه) اليوم العظيم المخوف, (ملاخي 4:5 "هأنذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم المخوف"). فقد وعد الله رب الجنود, ان يرسل يوحنا المعمدان بروح ايليا قبل مجيء يوم الرب (يهوه) , الذي هو السيد (أدوناي), الذي هو المسيح,الذي دخل الهيكل والعالم,وطهره, وليطهّر قلوبنا وينقيها ويمحصها, وليكشف النقاب عن وجوهنا والحجاب عن ابصارنا, وذلك قبل مجيء يومه الثاني للدينونة والمحاكمة, لانه عندها لن يستطيع احد ان يتحمّل ظهوره ولا ان يثبت عند مجيئه:

* رؤيا 6: 14 - 17 "السماء انفلقت وملوك الارض والعظماء والاغنياء... وكل عبد وكل حرّ اخفوا انفسهم...وهم يقولون للجبال:اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس علىالعرش وعن غضب الخروف(المسيح), لانه قد جاء يوم غضبه العظيم, ومن يستطيع الوقوف?!".

10 -اما مجيءالمسيح الثاني الىالعالم للدينونة, فيوضحه النبيان زكريا ويوحنا, حيث نجد ان الرب الديان هو المسيح الذي جاء فاديا للعالم في المرة الاولى,وطعن في الصليب عن خطايا البشر, وقام من الموت لتبريرهم, وهو عائد ثانية للحساب ودينونة كل من لم يؤمن به:

* زكريا 12: 10"وافيض ...روح النعمة والتضرعات, فينظرون الي الذي طعنوه, وينوحون عليه كنائح على وحيد...ويكونون في مرارة.". واما صيغة المتكلم التي يستخدمها زكريا في هذا الاصحاح, فتعود للرب (يهوه)

* الآية 1: "يقول الرب باسط السموات ومؤسس الارض وجابل روح الانسان في داخله".

* الآية 2: "هأنذا اجعل اورشليم كأس ترنح...".

* الآية 3: "اني اجعل اورشليم حجرا مشوالا...".

* الآية 4: "يقول الرب اضرب كل فرس بالحيرة... وافتح عيني...واضرب...".

* الآية 6: "في ذلك اليوم,اجعل أمراء يهوذا...".

* الآية 9: "ويكون في ذلك اليوم اني التمس هلاك كل الامم...".

* الاية 10: "وافيض ...روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه...". واما الذي يفيض الروح فهو الله العلي, (يوئيل

2 :28 "اني اسكب روحي على كل بشر", امثال 1: 23 "هأنذا افيض لكم روحي..." - والكلام في الامثال يعود للحكمة, شخص الابن الأزلي الذي هو حكمة الله وتعبيره, امثال 8: 12و23 مع كورنثوس الاولى 1: 30 -).

فالذي يفيض روح النعمة والتضرعات هو الله الحكيم, او الله الحكمة الأزلية, او حكمة الله المتجسد في المسيح, الذي فدى البشر وطعن في الصليب حاملا عقاب خطاياهم:

* يوحنا 19: 34و37 "لكن واحدا من العسكر, طعن جنبه بحربة...وايضا يقول كتاب آخر (زكريا): سينظرون الى الذي طعنوه". فالذي طعن في الصليب كان تعبير حكمة الله المتجسد لفداءالبشر,(كولوسي 2: 2و3 "...سرالله الآب والمسيح المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم"), الذي يفيض على البشر روح النعمة والتضرعات,وهوالذي سيأتي ثانية للدينونة:

* رؤيا يوحنا 1: 7و8 "هوذا يأتي مع السحاب, وستنظره كل عين, والذين طعنوه, وينوح عليه جميع قبائل الارض . نعم آمين, انا هو الالف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء."

* رؤيا 22: 12و13 "وها انا آتي سريعا واجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله, انا الالف والياء البداية والنهاية الاول والآخر".

* رؤيا 1: 17و18 " فوضع (يسوع) يده اليمنى عليّ (على يوحنا) قائلا لي: لا تخف, انا هو الاول والآخر, والحي وكنت ميتا وها انا حي الى ابد الآبدين".

*اشعياء 48: 12و13 "انا هو,اناالاول واناالآخر, ويدي اسست الارض ويميني نشرت السموات ...".

فالله الخالق, الاول والآخر, الكائن, الالف والياء البداية والنهاية, الآتي للمجازاة والدينونة, القادر على كل شيء, هو الذي طعنوه, وهو الذي ستنظره كل عين, وهو الذي يفيض روحه على البشر. انه تعبير الله المتجسد والحكمة الأزلية المتأنسة, انه المسيح الذي سيحاكم كل الامم وقبائل الارض في يوم الدينونة, حيث ستنوح وتبكي في مرارة ابدية, حيث لا يعود هناك مجال للعودة الى الوراء, ولا للندم إذ لن تكون له منفعة ابدا.

نحتاج الى نعمة الرب وقوته لندرك كيف انه هو الله الساكن في المكان المرتفع والمقدس , وهو الذي يتنازل في نفس الوقت بواسطة تعبيره الكامل, ويتعامل معنا ليحيينا.

11 - فنقرأ في النبي زكريا 10: 12 "واقويهم بالرب فيسلكون باسمه, يقول الرب".

* ويدعونا الوحي في افسس 6: 10 "تقووا في الرب وفي شدة قوته". وان كانت حاجتناالى قوةالرب المتجسد والمتعامل معنا, فان الكلام في زكريا واضح في ان الرب - يهوه - يقول انه يقوينا بالرب - يهوه - لنسلك باسمه. ولعل هذه الصيغة في الكلام, تشير لنا بكل وضوح ان الله غير المحدود يقوينا بواسطة تعبيره الكامل المتجسد في الكلمة - الابن .

فالمتكلم هو الرب - يهوه - الله:

* الآية 8و9و10و12 "اصفر لهم واجمعهم لاني قد فديتهم, وازرعهم فيذكرونني, وارجعهم واجمعهم وآتي بهم, واقويهم بالرب - يهوه - فيسلكون باسمي".

فالله الآب والابن هو الرب يهوه الذي يقول, ويقوي ويصفر ويجمع ويفدي ويرجع ويأتي بشعبه ليسلكوا باسمه, له كل المجد.

12 - هوشع 6: 1 - 11 هذا اصحاح فريد في العهد القديم, مع انه يعتبر من ضمن الاصحاحات والنبوات الكثيرة المتعلقة بعهد الله مع الانسان بواسطة الابن - المسيح المتجسد. فقد عبر هوشع, بوحي الله الطاهر, عن ارادة العلي في الاقتراب الى البشر بواسطة تجسد تعبير الله الأزلي الكامل في شخص السيد المسيح.

فيدعو هوشع الشعب ليرجعوا الى الرب - يهوه -, وقد اشار بما لا يقبل الجدل الى عمل الله في المسيح, الذي جاء لفداء البشر وإقامتهم من موتهم وبعدهم عن الله, بواسطة موت المسيح على الصليب, وقيامته من بين الاموات بعد يومين, اي في اليوم الثالث, ليقيم البشر من موتهم الروحي والجسدي فيحيوا لله في جدة الحياة وابديتها.

فيقول هوشع: "يحيينا بعد يومين, في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه. لنعرف, فلنتتبع, لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر, يأتي الينا كالمطر, كالمطر المتأخر يسقي الارض ." وما هذا الكلام عن الرب - يهوه- , إلا نبوّة تحققت في الرب يسوع المسيح:

* يوحنا 14: 19 "بعد قليل لا يراني العالم ايضا, واما انتم فترونني, اني انا حي فانتم ستحييون".

* كورنثوس الاولى 15: 22 "في المسيح سيحيا الجميع".

* يوحنا 11: 25 - 27 "قال لها يسوع: انا هو القيامة والحياة, من آمن بي ولو مات فسيحيا... فلن يموت الى الابد, قالت له: نعم يا سيد, انا قد آمنت انك انت المسيح ابن الله الآتي الى العالم".

* متى 16: 21و17: 23و20: 19 ; مرقس 9: 31و10: 34 ;لوقا 9: 22و18: 33و24: 7و46 ; كورنثوس الاولى 15: 4 "ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم...(وبعد قيامة المسيح من الاموات قال لتلاميذه): هكذا هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء (هوشع احدهم) والمزامير, وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتألم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث...وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب."

* كولوسي 3: 1 "ان كنتم قد قمتم مع المسيح, فاطلبوا ما فوق".

* رومية 6: 8و9 "...نؤمن اننا سنحيا ايضا معه, عالمين ان المسيح بعدما أقيم من الاموات...".

* تسالونيكي الاولى 4: 14و16 "...نؤمن ان يسوع مات وقام, فكذلك الراقدون بيسوع, سيحضرهم الله ايضا معه والاموات في المسيح سيقومون". لقد قام المسيح بعد يومين, أي في اليوم الثالث وذلك لكي يقيمنا بقيامته, فنحيا للبر ولله وامامه. وقد قام الرب يقينا وفجرا, ويقينا كالفجر,(متى 28: 1; لوقا 24: 1و6و7و8) "ثم, بعد السبت في اول الاسبوع, اول الفجر اتين الى القبر ... ليس هو ههنا لكنه قام, فتذكرن كلامه: وفي اليوم الثالث يقوم". وقد أتى المسيح المقام كالمطر المروي. بل كالمطر المتأخر ليسقي ارض قلوب تلاميذه, (لوقا 24: 36 ; يوحنا 20: 20 "جاء يسوع ووقف في الوسط وقال: سلام لكم, ولما قال هذا, أراهم يديه وجنبه, ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب.") كما تابع هوشع نبوته بفم الرب المتكلم في الآية5: "لذلك أقرضهم بالأنبياء, أقتلهم بأقوال فمي, والقضاء عليك كنور قد خرج",وقد تحققت هذه النبوة ايضا في تعبير الله المتجسد في المسيح:

* رؤيا 1: 16و2: 16و23 "وسيف ماض ذو حدّين يخرج من فمه. فتب وإلا فإني آتيك سريعا وأحاربهم بسيف فمي, وأولادها أقتلهم بالموت".

* رؤيا 19: 15 (ومن فمه يخرج قضاء الله وسيف العدالة الإلهية لكي يضرب به كل الأمم العاصين المتمرّدين على الله), "ومن فمه يخرج سيف ماض ليضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد ويدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء." أما في الآية السادسة من هوشع 6 , فنجد الاعلان الواضح الأكيد من فم الرب - يهوه - المتكلّم, والذي كان كلام الرب يسوع بالتمام, فنقرأ: "إني أريد رحمة لا ذبيحة, ومعرفة الله اكثر من محرقات". والذي يريد ان يقبل من الناس فعل الرحمة أكثر من تقدمة الذبيحة, ليس بالطبع النبي هوشع,لان الرب وحده هو الذي يحكم برضى على أعمال الرحمة, ويقبل تقديم الذبائح من البشر. فالذي أراد الرحمة لا الذبيحة, والذي اراد ان يعرف الناس الله أكثر من تقديم المحرقات, كان الله المعلن المتجسد في السيدالمسيح,والذي قال:

* متى 9: 13و12: 7 "فاذهبوا وتعلموا ما هو, إني أريد رحمة لا ذبيحة, لأني لم آتي لأدعو أبرارا بل خطاة الى التوبة, فلو علمتم ما هو, إني أريد رحمةلا ذبيحة, لما حكمتم على الأبرار". فتعبير الله الكامل المتجسّد في السيد المسيح هو الذي تكلم في هوشع 6: 6 وهو الذي حقق النبوّة في متى 9: 13و12: 7 , وهو الذي يريد الرحمة لا الذبيحة, وهو الذي يدعو الناس ليعرفوا الله ويتوبوا اليه, أكثر من كل محرقاتهم وتقدماتهم, (امثال 21: 3 , صموئيل الاول 15: 22).

ويتابع الوحي في هوشع 6: 7 "ولكنهم كآدم تعدّوا العهد, هناك غدروا بي", وايضا في الآيات من 9 الى 11: "وكما يكمن لصوص لانسان, كذلك زمرة الكهنة في الطريق يقتلون...في بيت اسرائيل رأيت امرا فظيعا...وانت يا يهوذا قدأعد لك حصاد عندما أرد سبي شعبي."

ومن هذه الآيات, لنا نبوّة واضحة عن علاقة الله بالشعب القديم, وقد تحققت هذه النبوّة في تعبير الله المتجسّد في المسيح.

فالذي تعدوا عهده كآدم, هو الله. والذي غدروا به هناك, هو تعبير الله الكامل - المسيح, فقد غدروا به وخانوا عهده معهم, واجتمع عليه جماعة الكهنة وزمرة الكتبة والفريسيين ورؤساء اليهود, فصنعوا امرا عظيما جدا في النجاسة والفاحشة والفظاعة, اذ قد رفضوا عهد الله معهم ورذلوه وخانوه وغدروا به (على ان الله لا يؤخذ طبعا على حين غرّة او في غفلة, فهو العليم بكل الامور من البدء; يوحنا 2: 24و25 ويوحنا 6: 70و71و64 "لان يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه."

ولكن ما فعله ذلك الشعب,بصلبهم للمسيح حاملين عقاب دمه على نفوسهم واولادهم, سيكون له حصاد عظيم من المسيح الديان العادل,في يوم جمعه لشعبه المؤمن من كل قبيلة ولسان.

هذه الحقيقة واضحة تماما ايضا في وحي العهد الجديد

* متى 27: 1و12و24و25 " تشاور جميع رؤساءالكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه وكان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه, فلما رأى بيلاطس انه لا ينفع شيئا, قال: اني بريء من دم هذا البار, أبصروا انتم, فاجاب جميع الشعب وقالوا:دمه علينا وعلى اولادنا..."

* متى 23: 37 - 39 "يا اورشليم, يا اورشليم, يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها, كم مرة اردت ان اجمع اولادك...ولم تريدوا, هوذا بيتكم يترك لكم خرابا; انكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب", مع مزمور:106 43 - 48 "مرّات كثيرة انقذهم, اما هم فعصوه بمشورتهم وانحطّوا باثمهم... خلصنا ايها الرب إلهنا واجمعنا من بين الأمم,...مبارك الرب من الأزل والى الابد...", مع زكريا 7: 13و14 "فكان كما نادى هو (الله الابن - المسيح), فلم يسمعوا, كذلك ينادون هم فلااسمع قال رب الجنود, وأعصفهم, فخربت الأرض من ورائهم, فجعلوا الارض البهجة خرابا".

واما خلاصة القول وما جاء في هوشع 6 , فهي ان الله قد تجسد في المسيح ومات وقام في اليوم الثالث ليحيي المؤمنين به.وهو آت للدينونة باقوال فمه وسيف القضاء ,لانه اراد الرحمة ومعرفة الله, فاذا فاحشة وفظاعة, وغدر الانسان بعهده, فالحصاد في القضاء محتوم ومبروم. إذ نتابع تأملاتنا في معاملات الله مع البشر وتنازله اليهم بتعبيره الكامل في المسيح, لنا آيات ومقارنات أخرى من الكتاب المقدس , تدعم هذه الحقيقة.

13 - ملاخي 1: 14 "ملعون الماكر الذي يوجد في قطيعه ذكر, وينذر ويذبح للسيد عائبا, لاني انا ملك عظيم قال رب الجنود, واسمي مهيب بين الأمم". ولكي نفهم هذا الكلام, نعود الى الآيات 8و9 "وان قرّبتم (الحيوان) الاعمى والاعرج ذبيحة,

أفليس ذلك شرا? قرّبه لواليك, أفيرضى عليك? قال رب الجنود, والآن ترضوا وجه الله فيترأف علينا, هل يرفع وجهكم قال رب الجنود?". نرى من الواضح تماما ان رب الجنود يتكلم ويدعو شعبه ليقرّبوا له ذبيحة كاملة وان يترضّوا وجه الله ليتراءف عليهم. كما يحذّر رب الجنود كل انسان ماكر ينذر ويذبح للسيد(الرب - أدوناي) حيوانا عائبا, اعمى او غير كامل, لانه, اي رب الجنود, ملك عظيم واسمه مهيب بين الأمم. فنجد ان صيغة الكلام, تدل على وجوب وجود تعبيرالله الآمر والناهي والمنذر والمحذر, وذات الله الذي يقبل الذبائح الكاملة غير العائبة. وكذلك نجد تعبير الله المتكلم الى الشعب يدعوهم ليترضوا وجه ذات الله ليتراءف عليهم. وذات الله متميّز عن تعبير الله, ولكنهما متحدان بما يفوق كل وصف وادراك "فملعون من يذبح للسيد عائبا, لان رب الجنود ملك عظيم واسمه مهيب".

14 - هوشع 11: 9و12 "لاني الله لا انسان, القدوس في وسطك...الله, القدوس الأمين". مع رؤيا 3: 7و14 "هذا يقوله القدوس الحق...الآمين الشاهد الأمين الصادق, بداءة خليقة الله", مع رؤيا 6: 10 ايها السيد القدوس والحق..." مع عبرانيين 7:26 " لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا (يسوع) , قدوس بلا شر ولا دنس , وقد انفصل عن الخطاة وصار اعلى من السموات!" فالله بذاته قدّوس حقّ وأمين, والله بتعبيره في المسيح هو القدوس والحق والأمين الصادق, بداءة الخليقة وأساسها وهو وحده المعصوم عن الشر والدنس والأعلى من السموات.

15 - ميخا 4: 13 "قومي ودوسي يا بنت صهيون لاني اجعل قرنك حديدا... واحرّم غنيمتهم للرب, وثروتهم لسيد كل الارض ." ليس سوى الله الذي يجعل قرن شعبه حديدا واظلافه نحاسا وهو الذي يحرم الغنائم والثروات, فصيغة المتكلم لا تعود ابدا للنبي ميخا, وهذا واضح في:

* الآية 6و7 "يقول الرب أجمع الظالعة واضم المطرودة والتي أضللت بها, واجعل الظالعة بقية, والمقصاة امة قوية, ويملك الرب عليهم, من الآن والى الابد. فالله الابن وتعبير الله الكامل هو الذي يتدخل مباشرة في حياة البشر ويجمع ويضم ويجعل

ويحرم ويملك.اما الغنيمة المحرمة والثروة المخصصة,

فللرب الله بذاته ولسيد كل الارض وللرب الملك من الآن والى الابد. على ان الله بتعبيره هو رئيس ملوك الارض كما في رؤيا 1: 5 ,هذه الصيغة في التمييز بين ذات الله وتعبير الله, نجدها متكررة كثيرا في كتابات الوحي المقدس , للدلالة على الأقنومية والوحدانية في الله العلي. ولنا مثال آخر في النقطة التالية:

16 - مزمور 45: 2و7 "انت ابرع جمالا من بني البشر, انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله الى الابد. تقلد سيفك على فخذك ايهاالجبار جلالك وبهاءك وبجلالك اقتحم, اركب, من اجل الحق والدعة والبر, فتريك يمينك مخاوف... كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك, احببت البر وابغضت الإثم, من اجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج اكثر من رفقائك." ويتابع الوحي في الآيتين 16و17: "عوضا عن آبائك يكون بنوك, تقيم رؤساء في كل الارض . اذكر اسمك في كلدور فدور, من اجل ذلك تحمدك الشعوب الى الدهر والابد". وبالمقابلة مع عبرانيين 1: 8و9 "واما عن الابن (يقول): كرسيك يا الله الى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك, احببت البر وابغضت الإثم, من اجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج اكثر من شركائك." فبالمقابلة هذه, نجد ان الذي كتب عنه في المزمور 45 , كان الملك, الذي هو الابن, الله والانسان معا, والذي في جسم بشريته كان يدعو ذات الله الآب إلهه, كما في رؤيا 3: 12 .كيف ذلك? كيف يدعوالله الابن الله الآب إلهه? وهل هناك إله مزدوج,اوإلهان وواحد إله الآخر? هل يتكلم الوحي في المزمور 45 وعبرانيين 1 عن شخصين هما الله, وواحد إله الآخر?!

والجواب هو حاشاان يكون الله إلهين او شخصين, يدعو الواحد الآخر وكأنه منفصل عنه او إلهه! فلا إله إلا الله الواحد الاحد الصمد.انما الله واحد في ذاته, وواحد في تعبيره وكلمته الأزلية, وواحد في روحه وحياته. والله بذاته وتعبيره وروحه واحد من الأزل الى الابد. انما كل صيغة في الكلام في الوحي المقدس نجدها تدل على الثنائية او الثلاثية في التعبير عن شخص الله, فانها لا تعني ابدا تقسيما في اللاهوت ولا تركيبا ولا تعددية في الجوهر; ولكن نفهم من الوحي ان ذات الله متميزة عن تعبير الله

وعن روح الله,وانما ذات الله وتعبيره وروحه واحد في الجوهر واللاهوت.وان عبرالله عن ذاته, متجسدا في المسيح, فتعبير المسيح وكلامه عن ذات الله الآب لا يعنيان انفصالا عنه, بل بالحري اتحادا في التعبير والكلام والاعمال والاهداف,

يوحنا 30 : 10 انا والآب واحد", يوحنا 14: 10 - 11 "انا في الآب والآب في,الكلام للآب الحال في هو يعمل الاعمال, صدّقوني اني في الآب والآب في".) واما تعبيرالله المتجسّد في المسيح فكان يدعو ذات الله الآب إلهه, لانه وهو في الطبيعة البشرية اتحد بالانسانية الكاملة وصار بشرا يدعو الله إلهه. علىان كل الصفات التي ذكرها الوحي في المزمور 45 , لا تدل انها للملك البشري (داود) الذي تغنى به بنو قورح, بل ان هذا المزمور نبوي يدل الى السيد المسيح,الله الابن الملك المتجسّد, كما هو مكتوب في عبرانيين 1: 8 . وهذا واضح من الأمور التالية:

* "انت ابرع جمالا من بني البشر" وليس سوى الله المتجسّد في المسيح له الجمال الابرع من كل بني البشر.

* "انسكبت النعمةعلىشفتيك",كثيرا مااخطأ داود بشفتيه وفرط بهما, واماالنعمة والحق, فبيسوع المسيح صارا, (يوحنا 1: 17مع بطرس الاولى 2: 22) .

* "تقلد سيفك على فخذك ايها الجبار جلالك وبهاءك.." , ليس سوى الله المتجسّد هو الجبار, المتقلد سيفه على فخذه, وجلاله وبهاءه, (مزمور 24: 8و78: 65; صفنيا 3: 17 ; رؤيا 19: 15و16).

* "فتريك يمينك مخاوف...", مع مزمور 110: 5 "الرب (الآب) عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا".

* "كرسيك يا الله" والكلام موجّه الى الله الابن, (عبرانيين 1: 8).

* "قضيب استقامة قضيب ملكك," مع مزمور 110: 2

"يرسل الرب (الآب) قضيب عزك...واما "كرسيك يا الله", فهي مترجمة من العبرية الى العربية بالشكل الصحيح تماما. ولو تتبعنا اسلوب استخدام العبارة في المنادى, في اللغة العبرية لتأكدنا من صحة الترجمة, فمثلا: في مزمور 48: 10 , نقرا: "نظير اسمك يا الله وتقرأ "كأسمك الله",او "كاسمك يا الله". "وكرسيك يا الله وتقرأ: "كرسيك الله", او "كريسك يا الله" . وإذ هناك من يقول ان الترجمة يجب ان تكون "كرسيك هو الله", فهذه العبارة لا معنى لها, لان الله ليس كرسيا, ولا كرسي احد; كما ان لا معنى للعبارة: "نظير اسمك هو الله",لان الله ليس مجرد اسما ولا نظير اسم احد. وفوق ذلك فالاقتباس في عبرانيين 1: 8 يدل بكل وضوح ان المنادى "يا" ليس ابدا ضميرا منفصلا"هو", وذلك في اللغة اليونانية. فالكلام في مزمور 45: 6 وعبرانيين 1: 8 , موجه الى الله الابن, الملك الذي كرسيّه الى دهر الدهور والذي هو مع الآب والروح القدس , الله الواحد, لا انفصال فيه ولا تركيب. وكأن الذي يريد الفصل بين الآب والابنّ كالذي يريد الفصل بين الذات والتعبير, وهذان متحدان أزلا في الله العلي.

وإنما قد تجسد الله الابن في المسيح, ودعى الابن المتجسدالآب ْإلهه, كتعبير الابن المتجسد للذات الإلهية,عن الإخلاء والتواضع والتنازل الذي قام به الابن المسيح من اجل التقرب من البشر وتقريبهم الى الله; على ان الابن لم يتخل يوما عن ان يكون تعبيرالله الكامل والله معلنا. وهكذا بقي الله بذاته غير محدود ولا متحيز ساكنا في الأعالي,وصارالله بتعبيره بشرا كاملا كي ينقل الانسان المحدود المتحيز ليسكن معه في مجدالسماء والخلود.

فالابن هو تعبير الله المتجسّد والممسوح بزيت ودهن الابتهاج أكثر من كل الرفقاء والشركاء من بني البشر,لأنه الأبرع جمالا , والأقدس والأعلى, لأنه إذ تشارك المسيح في اللحم والدم, لم يشترك في أية خطية, بل بقي القدوس المنفصل عن الشر والأعلى من السموات,(عبرانيين 2: 14و7: 26).

والله الابن هو الذي قيل فيه: "أذكر اسمك في كل دور فدور, من اجل ذلك تحمدك الشعوب الى الدهر والأبد",(مزمور 45: 17); فذات الله أزلي لا أب له ولا ابن مخلوق منه, بل هو الآب, وابنه التعبير, وروحه الحياة; وأما تعبير الله الابن فقد كان في الجسد من نسل الآباء,وابناؤه المؤمنون المخلّصون أقامهم رؤساء, إذ تبعوه وتبرروا بغفرانه وفدائه, رؤيا 1: 5و6 "يسوع المسيح,الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الارض,الذي احبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه, له المجد والسلطان الى ابد الآبدين, آمين."

ولو راجعنا مزمور 99: 3 و107: 8و15و21و31 , وعشرات المزامير الأخرى, لأدركنا ان الذي يذكر اسمه في كل دور فدور, وتحمده الشعوب الى الدهر والأبد, ليس سوى الله, بذاته وتعبيره وروح حياته. فلله الحمد الى الدهر والأبد.

ما اعظم الرب لأنه ليس كبيرا عظيما مخوفا وحسب بل وقريب من خائفيه,فجلاله فوق السموات والارض , ومحبته تدخل اعماق القلوب.

17 - مزمور 8: 1و2 "ايها الرب سيدنا, ما أمجد اسمك في كل الارض , حيث جعلت جلالك فوق السموات. من افواه الاطفال والرضّع أسست حمدا,بسبب أضدادك لتسكيت عدو ومنتقم."انها كلمات النبوة الصريحة الواضحة في ان السيد الرب (يهوه أدوناي), قد جعل جلاله فوق السموات والارض , وسيؤسس الحمد من أفواه الأطفال والرضّع, بمحبته الغامرة المتجسّدة في شخص السيد المسيح الذي اسكت اضداده وأبكم المنتقمين. فنقرأ في متى 21: 15و16 "فلما رأى رؤساءالكهنة والكتبة, العجائب التي صنع والاولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: أوصنا لابن داود; غضبوا وقالوا له: أتسمع ما يقول هؤلاء? فقال لهم يسوع: نعم, أما قرأتم قط (مزمور8: 1و2): من افواه الاطفال والرضع أسست حمدا او هيّأت تسبيحا?".

فقد كان واضحا ان السيد المسيح هو الرب والسيد الذي قاومه الأضداد والأعداء,والفريسيون والكتبة ورؤساء الكهنة,اذ رأوا الحمد صاعدا من قلوب وافواه الشعب بصغاره وكباره. فما كان من المسيح إلا ان أكد لأعدائه انه تعبير الله المتجسد, والذي تنبأ

عنه الوحي في المزمور الثامن. وإذ أبكم المسيح أضداده وأسكت اعداءه المنتقمين,اغلقوا هم بدورهم قلوبهم وصمّوا آذانهم عن سماع صوت الرب وصوت حمد الجماهير له;فتركهم يسوع وخرج خارج المدينة,(متى21: 17). على ان عدو الله, الاول, الشيطان, هو الذي كان وراء اعداء الرب البشر,وقد حاول الظهور امام تعبير الله المتجسّد والمحتجب مجده في جسم بشريته, وكأنه كان باستطاعة ابليس الرجيم ان يوقع بانسانية الله الكاملة, الى ان أبكمه السيد المسيح باعلان شخصه الإلهي, فتوارى الشيطان وانبرى. فنقرأ في وحي الأنجيل:

18 - لوقا4: 1 - 12 "أما يسوع فرجع ممتلئا من الروح القدس , وكان يجرب من ابليس ... وقال له ابليس : "ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل,لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك وأنه على أياديهم يحملونك لكي لاتصدم بحجر رجلك. فاجاب يسوع وقال له انه قيل: لا تجرب الرب إلهك. ولما أكمل ابليس كل تجربة فارقه الى حين".

فإذ كان تعبيرالله متجسدا في المسيح بالانسانية الكاملة,لم يرض الله ابدا, عن ان لا يكون تعبيره هوالله المتجسد المحتجب مجده بجسم بشريته. فعندما أتاه ابليس مجرباإياه بكل تجربة,مستخدما أجزاء من آيات الوحي,بحسب أغراضه الشريرة جابهه المسيح باعلان لاهوته وبأنه الرب الإله الذي لا يمكن لأحد, ولا للشيطان ان يجربه, قائلا له: "لا تجرب الرب إلهك!",ففارقه ابليس .

لم يتخل الله في تجسّده عن كونه الله الساكن أعالي السموات والمتنازل الى أرض البشر,ولم يمكن لتعبير الله المتجسّد ان ينسى أن مااقتطعه ابليس من مزمور 91 إنما مجزأ, وانه مكتوب فعليا: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك, على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك, على الأسد والصل تطأ, الشبل والثعبان تدوس ".

فتعبير الله المتجسّد هو كامل في كل طرقه, ولن يسقط في طريق ابليس الرجيم, الذي وان كان قويا كأسد زائر وشبل ثائر, وان كان صلا مسما وثعبانا طيّارا, إلا ان الله المتجسد في المسيح هو الأسد الحقيقي (رؤيا 5:5), وهو ابن الله او

الله الابن الذي يدوس ويسحق رأس الحية ويبيد سلطان الصل والثعبان والموت والشيطان (تكوين 3: 15), وهو الرب الإله, الذي وان احتجب في جسم بشريته الكاملة, إنما قادر على ان يظهر مجده ويهزم قوة الشر ويواري الشيطان, بل ويقيده في ابدية الظلام والعذاب والسعير:

* رؤيا 19: 11 - 21 و20: 10 "ثم رأيت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا, ويدعى اسمه كلمة الله, وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الارباب, ورأيت الوحش وملوك الارض واجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع جنده, فقبض على الوحش والنبي الكذاب...وطرح الاثنان حيّين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت... وابليس ...طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الآبدين". والرب الإله هو القادر وحده على إهلاك الشيطان ومحو آثاره.

19 - هوشع 13: 4و14 "انا الرب إلهك, وإلها سواي لست تعرف, ولا مخلّص غيري... من يد الهاوية أفديهم, من الموت أخلّصهم; اين اوباؤك يا موت? اين شوكتك يا هاوية?" مع مزمور 49: 7و15 "الأخ لن يفدي الانسان فداء ولا يعطي الله كفارة عن نفسه ...إنماالله يفدي نفسي من الهاوية,لانه يأخذني." مع مزمور 34: 22 "الرب فادي نفوس عبيده, وكل من اتكل عليه لا يعاقب". فالله هو الإله وحده,وهو المخلص لا غيره, وهو الفادي والمخلص الانسان من الموت والهاوية, وهو الذي يبلع الموت الى الأبد (اشعياء 25: 8) ويبطل الموت ويمسح كل الدموع(رؤيا21: 4),مستهزئا بالموت ساخرا من الهاوية التي كان لها سلطان على البشر; فجاء الله ونزع هذاالسلطان, آخذا مؤمنيه فاديا إياهم, لانه هو الذي يحيي ويميت فهو القيامة والحياة, وفي يده وحده مفاتيح الهاوية والموت. وهذه الحقائق واضحة في الوحي, وذلك في شخص الله الابن - المتجسد الذي أبطل الموت وأنار الخلود وبلع الموت, إذ اجتاز فيه وقام منه منتصرا ممسكا بيد كل من تعلّق به, ولم يكن من سلطة للموت والفساد على تعبير الله المتجسّد والمقام:

* كورنثوس الاولى 15: 54 - 57 "ابتلع الموت الى غلبة, اين شوكتك يا موت? اين غلبتك يا هاوية? شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح". *اعمال الرسل 2: 24و31 "الذي أقامه الله ناقضا اوجاع الموت إذ لم يكن ممكناان يمسك منه...قيامة المسيح, إنه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا".

* كورنثوس الاولى 15: 20 - 26 "قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة (اول,أساس ) الراقدين; لأنه يجب ان يملك (المسيح), آخر عدو يبطل هو الموت".

* تيموثاوس الثانية 1: 10 "مخلّصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وأنار الحياة والخلود".

* رؤيا 1: 17و18 "انا هو الاول والآخر, والحي وكنت ميتا وها انا حي الى بد الآبدين, ولي مفاتيح الهاوية والموت".

فالإله الوحيد والمخلّص ومبطل الموت هو الله المتجسّد في المسيح الاول والآخر, والحي والذي اجتاز الموت ظافرا وها هو حي الى ابد الآبدين, وله وحده مفاتيح الهاوية والموت. والله هو الذي اعلن عن ذاته وأظهر تعبيره الكامل وأعطى قوة روحيه, ليفهمه كل انسان مؤمن مخلص . والله هو الذي أعطى وحيه للانبياء والرسل والقديسين والملائكة, لينشروا كلمته ويعطوا رسالته الواضحة للبشر. فنقرأ في الوحي:

20 - رؤيا 22: 6 "والرب إله الانبياء القديسين أرسل ملاكه ليري عبيده ما ينبغي ان يكون سريعا".

* ارميا 1: 4و7 "فكانت كلمة الرب اليّ قائلا: قبلما صوّرتك في البطن عرفتك... جعلتك نبيا للشعوب... الى كل من أرسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به".

* ارميا 25 :4 "وقد ارسل الرب (يهوه) اليكم كل عبيده الانبياء مبكرا ومرسلا فلم تسمعوا..."

* ارميا 26: 5و15 "عبيدي الانبياء الذين ارسلتهم انا اليكم مبكرا ومرسلا...لكن اعلموا علما انكم ان قتلتموني تجعلون دما زكيا على انفسكم... لأنه حقا قد أرسلني الرب اليكم..." فالرب إله الانبياء هو الذي ارسلهم ليتكلّموا بكلامه ويعطوا رسالته للبشر. انه الرب المتجسّد في المسيح يسوع, كما هو واضح من الآيات التالية:

* رؤيا 22: 16 "انا يسوع ارسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور..."

* كورنثزوس الاولى 9: 1 مع غلاطية 1:1 "ألست انا رسولا, أما رأيت يسوع المسيح ربنا", "بولس رسول لا من الناس ولا بانسان بل بيسوع المسيح والله الآب..." مع اعمال 9:5و15 "فقال له الرب (يسوع): اذهب. لأن هذا لي إناء مختار ليحمل إسمي

أمام أمم وملوك..."

* متى 23: 34 - 37 "لذلك هأنذا أرسل اليكم انبياء وحكماء وكتبة لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصدّيق الى دم زكريا ...ياأورشليم,يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها,كم مرة أردت أن أجمع اولادك...ولم تريدوا".

أعانناالله لنسمع صوته فنطيعه, ونرى اعلاناته عن نفسه فنؤمن بها;ولا نكوننّ من الكافرين بآيات الله في الوحي, فنلقى العذاب المبين. يعلن لنا الله عن نفسه في وحيه المقدس , فلو تابعنا التأمل والدرس لأمكننا الأقتراب من فهم تعبير الله بعون روحه القدوس .

21 - ناموس الله هو ناموس المسيح وانجيل الله هو انجيل المسيح وتعليم الله هو تعليم المسيح, وهو تعليم ذات الله وتعبيره وروحه, تعليم الآب والابن جميعا.

* كورنثوس الاولى 9: 21 "مع اني لست بلا ناموس لله, بل تحت ناموس للمسيح (الله المتجسّد)".

* تسالونيكي الاولى 2: 2و8و9 "جاهرنا في إلهنا ان نكلمكم بانجيل الله...انجيل الله...نكرز لكم بانجيل الله", مع رومية 1: 16 "لست أستحي بانجيل المسيح(الله المتجسد)لأنه قوة الله للخلاص ...", مع تسالونيكي الاولى 2: 12 وكولوسي 2: 6 وفيليبي

27: 1 "اسلكوا كما يحق لله; عيشوا كما يحق لانجيل المسيح; فكما قبلتم المسيح اسلكوا فيه".

* يوحنا الثانية 9 "كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله, ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعا", اي الله الآب والابن, (مع الروح القدس ). فالله هو الذي يعطينا تعليمه وصوته ومحبته لنلتصق به لأنه مصدر حياتنا.

22 - تثنية 30: 20 "تحب الرب إلهك وتسمع لصوته وتلتصق به لأنه هو حياتك والذي يطيل ايامك..."

* كولوسي 3: 4 "متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد".

* يوحنا 1: 4 "فيه (في المسيح) كانت الحياة, والحياة كانت نور الناس ". فالله هو الحياة ونبعها ومصدرها. والله الابن

* الكلمة, هو الحياة لأنها فيه, والروح القدس هو روح الحياة.

* مزمور 36: 9 "لأن عندك ينبوع الحياة, بنورك نرى نورا" .

* يوحنا 1: 4و5 "به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس . والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه", مع يوحنا 11: 25 و14: 6 "انا هو القيامة والحياة. انا هو الطريق والحق والحياة".

* حزقيال 37: 14"واجعل روحي فيكم فتحيون...".

فالله هو حياتنا بذاته وتعبيره وحياته, فهو مصدر الحياة ومعبرها ومحورها. شعب الله هو شعب المسيح, فالله كان في المسيح مخلّصا للبشر جامعا لنفسه شعبا مؤمنا خاصا من كل قبيلة ولسان ولون. وشعب الله ليس عنصريا, بل شاملا كل مؤمن في المسيح.

23 - خروج 19: 5و6 "والآن أن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي, تكونون لي خاصّة, من بين الشعوب, لأن لي كل الارض , وانتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة."

* يوحنا 1: 11و12 "الى خاصته جاء (المسيح), وخاصته لم تقبله , واما كل الذين قبلوه, اعطاهم سلطاناان يصيروااولاد الله,اي المؤمنين باسمه." فخاصة الله هي خاصةالمسيح لأن ذات الله هو الله, وتعبير الله هو الله ولأن المؤمنين باسم الله هم شعب الله,والمؤمنين بالمسيح وباسمه هم شعب الله, هم الأمة المقدسة ومملكة الكهنة:

* بطرس الاولى 2: 8 - 10 "واماانتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي,امة مقدسة, شعب اقتناء, لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب, الذين قبلا لم تكونوا شعبا, واما الآن فانتم شعب الله". واما الذي دعا شعبه وكان الشعب خاصته فهو الله الابن المتجسّد في المسيح:

* رومية 1: 6 "الذين بينهم انتم مدعوو يسوع المسيح".

* رؤيا 17: 14 "الخروف, رب الارباب وملك الملوك, والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون."

فالله هو الذي يدعونا ويختارنا ويبررنا ويأتي بنا الى مجده الابدي حسب قصده العظيم:

* رومية8: 28 - 30 "...الذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده, لان الذين سبق فعرفهم, عينهم, دعاهم, بررهم, مجدهم ايضا."

* بطرس الاولى 5: 10 "وإله كل نعمة الذي دعانا لمجده الابدي في المسيح يسوع..." فكل من آمن بالله في المسيح, كان مدعوالله ومختاره, فتبرر ودخل مجد الله الأبدي المعد لكل شعبه المؤمن المقدس الخاص , بروح الله القدوس .

24 - والله وحده ملك الملوك ورب الارباب. وقد عبّر الوحي عن هذه الحقيقة في الآيات التالية:

* ثيموثاوس الاولى 6: 15و16 "المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الارباب الذي وحده له عدم الموت, ساكن في نور لا يدنى منه, الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه, الذي له الكرامة والقدرة الابدية آمين."

* تثنية 10: 17 لان الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الارباب, الإله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة".

* مزمور 136: 3 "احمدوا رب الارباب لان الى الابد رحمته". فالله هو بذاته ملك الملوك ورب الارباب الذي لا يمكن لاحد ان يحده او ان يراه. والله هو بتعبيره ملك الملوك ورب الارباب لانه حدد نفسه بتجسّده لكي نقدر ان نراه:

* يوحنا 1: 18 "الله لم يره احد قط, الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر."

* يوحنا 14: 9 "الذي رآني فقد رأى الآب."

* رؤيا 17: 14 "الخروف, لانه رب الارباب وملك الملوك."

* رؤيا 19: 13و16 "ويدعى اسمه كلمة الله, وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الارباب."

25 - والله هو الملك الابدي العظيم العلي القدير, والرب الجبار الآتي الينا من السماء لاجل خلاصنا وتمجيد اسمه فينا, كما للمحاسبة والدينونة.

* رؤيا 11: 15 "قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك (وليس فسيملكان)الى ابد الآبدين." والآية 17: "الرب الإله القادر على كل شيء الكائن والذي كان والذي يأتي, لانك اخذت قدرتك العظيمة وملكت."

* رؤيا 12: 10 "الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه."

* مزمور 96: 10 - 13 ومزمور 97: 1 و99: 1 "الرب قد ملك; يدين الشعوب بالاستقامة; امام الرب لانه جاء, جاء ليدين الارض , يدين المسكونة بالعدل والشعوب بامانته." والملك الديان هو الله والحاكم المراقب كل البشر والمحاسب والمجازي:

* مزمور 50: 6 "لان الله هو الديّان".

* مزمور 14: 2 "الرب من السماء اشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله?". واما "الرب من السماء"والديان العادل والحاكم الجالس على كرسي مجده للمجازاة والمكافأة, فهو الله الابن -المسيح:

* كورنثوس الاولى 15: 47 "الانسان الثاني: الرب من السماء." فالابن - المسيح, او تعبير الله المتجسّد هو الانسان الثاني, او المختلف تماما عن آدم الانسان الاول الذي تعدى وعصى على الله, فسقط في الهلاك. اما الانسان الثاني - الابن المتجسّد فهو الرب من السماء والانسان الكامل, الذي أشرف على بني البشر, ونزل اليهم لينظر هل من فاهم طالب الله الآب?!

* متى 19: 28و25: 31 - 34 "متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده, ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه, فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع امامه جميع الشعوب, فيقيم الخراف عن يمينه, والجداء عن اليسار, ثم يقول الملك...."

* كورنثوس الثانية 5: 10 "لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد, بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا."

* رؤيا 1: 5 و3: 8 و15: 3 و4 "يسوع المسيح, الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الارض ... القدوس الحق... عظيمة وعجيبة هي اعمالك ايها الرب القادر على كل شيء, عادلة وحقة طرقك يا ملك القديسين, من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك? لانك وحدك قدوس , لان جميع الامم سيأتون ويسجدون امامك."

* رؤيا 20: 12 "ورأيت الاموات صغارا وكبارا واقفين امام الله, ودين الاموات بحسب اعمالهم."

فنرى من خلال آيات الوحي هذه ان الله كان في المسيح معلنا للبشر انه الملك الديان, القدوس العادل, ملك القديسين, الإله القادر على كل شيء, رئيس ملوك الارض , الرب من السماء الذي أشرف على بني البشر, وهو آت للدينونة وسيقف الجميع امام كرسيه للحساب. فالله هو الله بذاته في السموات, والله هو الله بتعبيره المعلن للبشر على الارض . والله هو الذي يحذر شعبه من التعاهد مع الاشرار, ومن الزيغان عن عبادة الإله الواحد الاحد, لانه لا إله إلا الله.

* تثنية 4: 39 و7: 4 "(يحذر الله شعبه لكي لا يتعاهد مع الاشرار, فيقول) لانه - اي الشعب الشرير - يردّ ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى, فيحمى غضب الرب عليكم, ويهلككم سريعا." "فاعلم اليوم وردد في قلبك ان الرب هو (1) الإله في السماء من فوق, و (2) على الارض من اسفل, لا سواه." فالله واحد, وهو رب السماء والارض , وهو في السماء وهو على الارض . انه الرب السماوي الذي لا يرى, وهو الرب الذي تنازل الى الارض وتجسّد وصار منظورا وقريبا من البشر. فكم ينبغي ان ننتبه من الشر, لئلا نرتد من وراء الرب, فيحمى غضب الرب (الابن), السائر معنا والذي هو في السماء وعلى الارض :

* يوحنا 3: 13 "ليس احد صعد الى السماء إلا الذي نزل من السماء, ابن الانسان الذي هو في السماء." فالله هو في السماء, وتليق به العبادة وحده, وهو المتجسّد كأبن الانسان الكامل, والذي يحمى غضبه على البشر العابدين الاوثان والاصنام, المشركين الفاسقين الفاسدين:

* مزمور 2: 2و11و12 "تآمر الرؤساء على الرب وعلى مسيحه... اعبدوا الرب بخوف, واهتفوا برعدة, قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق, لانه بعد قليل يتقد غضبه."

* رؤيا 6: 16و17 "...وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف(الابن),لانه قد جاء يوم عضبه العظيم, ومن يستطيع الوقوف?!" فالله هو الله في السماء, وقد تنازل الينا متجسدا في السيد المسيح, الذي حذر البشر من الزيغان من وراء الرب, لئلا يحمى غضب الرب - المسيح, فيهلك ويدين الزائفين الزائغين سريعا. فلنعبد الله باستقامة, بحسب ما أوحاه لنا واعلنه في كتابه المقدس .


للأعلى

الرجوع الى الصفحة الرئيسية

مسابقات النعمة ، تسلية روحية
مكتبة النعمة
وقائع مصوّرة وحقائق مرسومة
 مجلة النعمة
حمّل الكتاب المقدس في برنامج أونلاين
العهد الجديد والمزامير والأمثال
من عجائب الرب يسوع المسيح
آيات في مواضيع
شخصيّات من الكتاب المقدس
خبزنا اليومي
خرائط من الكتاب المقدس
 إبحث في الكتاب المقدس
إقرأ كتاب رب المجد
 أسئلة وأجوبة وردود
 رسائل محبة الله لك
 دروس أساسية
حسب الحاجة